نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 4 صفحه : 150
ثم حمد اللّه و أثنى عليه، ثم قال:
أيها الناس، نحن المهاجرون، أول الناس إسلاما، و أكرمهم أحسابا، و أوسطهم دارا، و أحسنهم وجوها، و أكثر الناس ولادة في العرب، و أمسّهم رحما برسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم؛ أسلمنا قبلكم، و قدّمنا في القرآن عليكم، فقال تبارك و تعالى: وَ اَلسََّابِقُونَ اَلْأَوَّلُونَ مِنَ اَلْمُهََاجِرِينَ وَ اَلْأَنْصََارِ وَ اَلَّذِينَ اِتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسََانٍ[1] ؛ فنحن المهاجرون و أنتم الأنصار، إخواننا في الدين، و شركاؤنا في الفيء، و أنصارنا على العدوّ؛ آويتم و واسيتم، فجزاكم اللّه خيرا، فنحن الأمراء، و أنتم الوزراء، لا تدين العرب إلا لهذا الحي من قريش، فلا تنفسوا على إخوانكم المهاجرين ما منحهم اللّه من فضله.
و خطب أيضا. حمد اللّه و أثنى عليه، ثم قال:
أيها الناس، إني قد ولّيت عليكم و لست بخيركم، فإن رأيتموني على حقّ فأعينوني، و إن رأيتموني على باطل فسدّدوني؛ أطيعوني ما أطعت اللّه فيكم، فإذا عصيته فلا طاعة لي عليكم. ألا إنّ أقواكم عندي الضعيف حتى آخذ الحق له، و أضعفكم عندي القويّ حتى آخذ الحق منه!أقول قولي هذا و أستغفر اللّه لي و لكم.
و خطب أخرى. فلما حمد اللّه بما هو أهله، و صلى على نبيه عليه الصلاة و السلام، قال:
إن أشقى الناس في الدنيا و الآخرة الملوك! فرفع الناس رءوسهم، فقال:
ما لكم أيها الناس؟إنكم لطعانون عجلون، إن من الملوك من إذا ملك زهّده اللّه فيما بيده، و رغّبه فيما بيد غيره، و انتقصه شطر أجله، و أشرب قلبه الإشفاق، فهو يحسد على القليل، و يسخط على الكثير، و يسأم الرخاء و تنقطع عنده لذة البهاء، لا