responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 4  صفحه : 151

يستعمل العبرة، و لا يسكن إلى الثقة، فهو كالدرهم القسيّ‌ [1] و السراب الخادع، جذل الظاهر، حزين الباطن، فإذا وجبت نفسه، و نصب عمره، و ضحا ظله، حاسبه اللّه، فأشدّ حسابه، و أقلّ عفوه. ألا و إن الفقراء هم المرحومون!ألا إن من آمن باللّه حكم بكتابه و سنّة نبيه صلّى اللّه عليه و سلم و إنكم اليوم على خلافة نبوة، و مفرق محجة، و سترون بعدي ملكا عضوضا، [2] و ملكا عنودا، و أمة شعاعا، و دما مباحا؛ فإن كانت للباطل نزوة، و لأهل الحق جولة، يعفو لها الأثر، و يموت لها الخبر، فالزموا المساجد، و استشيروا القرآن و اعتصموا بالطاعة، و ليكن الإبرام بعد التشاور، و الصفقة بعد طول التناظر، أي بلاد خرشنة [3] إن اللّه سيفتح لكم أقصاها كما فتح عليكم أدناها.

و خطب أيضا فقال:

الحمد للّه، أحمده و أستعينه، و أستغفره و أومن به، و أتوكل عليه و أستهدي اللّه بالهدى، و أعوذ به من الضلالة و الردى، و من الشك و العمى؛ من يهد اللّه فهو المهتدي، و من يضلل فلن تجد له وليا مرشدا؛ و أشهد أن لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له، له الملك و له الحمد، يحيى و يميت، و هو حي لا يموت، يعزّ من يشاء و يذلّ من يشاء، بيده الخير و هو على كل شي‌ء قدير؛ و أشهد أن محمدا عبده و رسوله أرسله بالهدى و دين الحق ليظهره على الدين كله و لو كره المشركون-إلى الناس كافة، رحمة لهم و حجة عليهم، و الناس حينئذ على شر حال في ظلمات الجاهلية، دينهم بدعة، و دعوتهم فرية، فأعز اللّه الدين بمحمد صلّى اللّه عليه و سلم، و ألف بين قلوبكم أيها المؤمنون، فأصبحتم بنعمته إخوانا، و كنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها، كذلك يبين اللّه لكم آياته لعلكم تهتدون؛ فأطيعوا اللّه و رسوله، فإنه قال عز و جل: مَنْ يُطِعِ اَلرَّسُولَ فَقَدْ أَطََاعَ اَللََّهَ، وَ مَنْ تَوَلََّى فَمََا أَرْسَلْنََاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً [4] .

أما بعد أيها الناس: إني أوصيكم بتقوى اللّه العظيم في كل أمر و على كل حال


[1] القسي: الردي‌ء الزائف.

[2] عضوض: فيه استبداد و عسف.

[3] خرشنة: يريد بلاد الروم.

[4] سورة النساء الآية 80.

نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 4  صفحه : 151
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست