نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 2 صفحه : 374
من أرض العراق، فولاه إياها. فكتب إليه أبو الأسود الدؤلي و كان صديقا له:
أ حار بن بدر قد وليت ولاية # فكن جرذا فيها تخون و تسرق
و باه تميما بالغنى، إنّ للغنى # لسانا به المرء الهيوبة ينطق [1]
و ما الناس إلاّ اثنان إمّا مكذّب # يقول بما يهوى و إمّا مصدّق
يقولون أقوالا و لا يحكمونها # فإن قيل يوما حقّقوا لم يحقّقوا
فدع عنك ما قالوا و لا تكترث بهم # فحظّك من مال العراقين سرّق
فوقّع في أسفل كتابه: لا بعد عليك الرشد.
ابن الوليد البجلي و ابن بيض:
و كان ابن الوليد البجلي، و هو ابن أخت خالد بن عبد اللّه القسري، ولي أصبهان، و كان رجلا متسمّتا [2] متصلّحا، فقدم عليه حمزة بن بيض و بن عوف في صحبته، فقيل له: إن حمزة لا يصحب مثلك؛ لأنه صاحب كلاب و لهو. فبعث إليه ثلاثة آلاف درهم و أمره بالانصراف. فقال فيه:
يا بن الوليد المرتجى سيبه # و من يجلّي الحدث الحالكا
سبيل معروفك منّي على # بال فما بالي على بالكا
حشو قميصى شاعر مفلق # و الجود أمسى حشو سربالكا
يلومك النّاس على صحبتي # و المسك قد يستصحب الرّامكا [3]
إن كنت لا تصحب إلاّ فتى # مثلك لن تؤتى بأمثالكا
هبني امرأ جئت أريد الهدى # فجد على جهلي بإسلامكا
قال له: صدقت!و قرّبه و حسنت عنده منزلته.
و كان عبد الرحمن بن الحكم الأمير قد عتب على ندمائه، فأمر نصرا الفتى