responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 2  صفحه : 375

بإسقاطهم من ديوان عطائه و لم يستبدل بهم؛ فلما كان بعد أيام استوحش لهم، فقال لنصر: قد استوحشنا لأصحابنا أولئك!فقال له نصر: قد نالهم من سخط الأمير ما فيه أدب لهم؛ فإن رأى أن يرسل فيهم أرسلت. قال: أرسل. فأقبل القوم و عليهم كآبة السخط، فأخذوا مجالسهم و لم ينشرحوا و لا خاضوا فيما كانوا يخوضون فيه، فقال الأمير لنصر: ما يمنع هؤلاء من الانشراح؟قال: عليهم أبقى اللّه الأمير وجمة [1] السخط الذي نالهم، قال: قل لهم: قد عفونا فلينشرحوا. قال: فقام عبد الرحمن بن الشمر الشاعر المتنجم، فجثا بين يديه، ثم أنشده شعرا له أقذع فيه على بعض أصحابه إلا أنه ختمه ببيتين بديعين، و هما:

فيا رحمة اللّه في خلقه # و من جوده أبدا يسكب

لئن عفت صحبة أهل الذّنوب # لقلّ من الناس من تصحب‌

و أحسن ما قيل في هذا المعنى قول النابغة:

و لست بمستبق أخا لا تلمّه # على شعث أيّ الرّجال المهذّب؟ [2]

قولهم في القرآن‌

كتب المريسيّ إلى أبي يحيى منصور بن محمد: اكتب: القرآن خالق أو مخلوق؟ فكتب إليه: عافانا اللّه و إياك من كل فتنة، و جعلنا و إياك من أهل السنة، و ممن لا يرغب بنفسه عن الجماعة، فإنه إن تفعل فأعظم بها منّة، و إن لا تفعل فهي الهلكة، و نحن نقول: إن الكلام في القرآن بدعة، يتكلف المجيب ما ليس عليه، و يتعاطى السائل ما ليس له، و ما نعلم خالقا إلا اللّه، و ما سوى اللّه فمخلوق؛ و القرآن كلام اللّه، فانته بنفسك إلى أسمائه التي سماه اللّه بها فتكون من المهتدين، و لا تسمّ القرآن باسم من عندك فتكون من الضالّين. جعلنا اللّه و إياك من الذين يخشون ربهم بالغيب و هم من الساعة مشفقون.


[1] الوجمة: الكآبة.

[2] لا تلمّه: تضمّه و تجمعه.

نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 2  صفحه : 375
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست