نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 2 صفحه : 353
و قال أيضا:
برزت من المنازل و القباب # فلم يعسر على أحد حجابي
فمنزلي الفضاء و سقف بيتي # سماء اللّه أو قطع السّحاب
فأنت إذا أردت دخلت بيتي # عليّ مسلّما من غير باب
لأني لم أجد مصراع باب # يكون من السّحاب إلى التّراب
و لا انشقّ الثرى عن عود تخت # أؤمّل أن أشدّ به ثيابي
و لا خفت الإباق على عبيدي # و لا خفت الهلاك على دوابي [1]
و لا حاسبت يوما قهرمانا # محاسبة فأغلط في حسابي [2]
و في ذا راحة و فراغ بال # فدأب الدهر ذا أبدا و دابي
و في كتاب للهند: ما التّبع و الإخوان و الأهل و الأصدقاء و الأعوان و الحشم إلا مع المال، و ما أرى المروءة يظهرها إلا المال، و لا الرأي و القوة إلا المال، و وجدت من لا مال له إذا أراد أن يتناول أمرا قعد به العدم، فيبقى مقصّرا عما أراد، كالماء الذي يبقى في الأودية من مطر الصيف، فلا يجري إلى بحر و لا نهر، بل يبقى مكانه حتى تنشفه الأرض؛ و وجدت من لا إخوان له لا أهل له. و من لا ولد له لا ذكر له، و من لا عقل له لا دنيا له و لا آخرة له، و من لا مال له لا شيء له؛ لأن الرجل إذا افتقر رفضه إخوانه و قطعه ذو رحمه، و ربما اضطرته الحاجة لنفسه و عياله إلى التماس الرزق بما يغرّر فيه بدينه و دنياه، فإذا هو قد خسر الدنيا و الآخرة، فلا شيء أشدّ من الفقر، و الشجرة النابتة على الطريق المأكولة من كل جانب أمثل حالا من الفقير المحتاج إلى ما في أيدي الناس. و الفقر داع صاحبه إلى مقت الناس، و متلف للعقل و المروءة، و مذهب للعلم و الأدب، و معدن للتهمة، و مجمع للبلايا؛ و وجدت الرجل إذا افتقر أساء به الظنّ من كان له مؤتمنا، و ليس من خصلة هي للغنىّ مدح و زين إلا و هي للفقير ذمّ و شين؛ فإن كان شجاعا قيل أهوج، و إن كان جوادا قيل