responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 2  صفحه : 354

مفسد، و إن كان حليما قيل ضعيف، و إن كان وقورا قيل بليد، و إن كان صموتا قيل عييّ، و إن كان بليغا قيل مهذار [1] ؛ فالموت أهون من الفقر الذي يضطرّ صاحبه إلى المسألة، و لا سيما مسألة اللئام؛ فإنّ الكريم لو كلّف أن يدخل يده في فم تنّين و يخرج منه سمّا فيبتلعه، كان أخفّ عليه من مسألة البخيل اللئيم.

السؤال‌

قال النبي صلّى اللّه عليه و سلم: «لأن يأخذ أحدكم أحبله فيحتطب بها على ظهره أهون عليه من أن يأتي رجلا أعطاه اللّه من فضله فيسأله. أعطاه أو منعه» .

و قالوا: من فتح على نفسه بابا من السؤال، فتح اللّه عليه سبعين بابا من الفقر.

و قال أكثم بن صيفي: كل سؤال و إن قل أكثر من كل نوال و إن جلّ.

و رأى علي بن أبي طالب كرّم اللّه وجهه رجلا يسأل بعرفات فقنّعه بالسوط، و قال: ويلك!في مثل هذا اليوم تسأل أحدا غير اللّه.

و قال عبد اللّه بن عباس: المساكين لا يعودون مريضا، و لا يشهدون جنازة، و لا يحضرون جمعة، و إذا اجتمع الناس في أعيادهم و مساجدهم يسألون اللّه من فضله، اجتمعوا يسألون الناس ما في أيديهم.

و قال النعمان بن المنذر: من سأل فوق حقه استحق الحرمان، و من ألحف في مسألته استحق المطل. و الرفق يمن، و الخرق شؤم، و خير السخاء ما وافق الحاجة، و خير العفو مع القدرة.

و قال شريح: من سأل حاجة فقد عرّض نفسه على الرق، فإن قضاها المسئول منه استعبده بها، و إن ردّه عنها رجع كلاهما ذليلا، هذا بذلّ البخل، و ذاك بذلّ الردّ.


[1] المهذار: الثرثار الذي يهذي في كلامه.

نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 2  صفحه : 354
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست