نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 2 صفحه : 184
لا تنه عن خلق و تأتي مثله # عار عليك إذا فعلت عظيم
ابدأ بنفسك فانهها عن غيّها # فإذا انتهت عنه فأنت حكيم
و قال محمد بن السماك: تجنّب القول في أخيك لخلّتين: أمّا واحدة فلعلك تعيبه بشيء هو فيك، و أما الأخرى فإن يكن اللّه عافاك مما ابتلاه كان شكرك اللّه فيه على العافية تعييرا لأخيك على البلاء.
و قيل لبعض الحكماء: فلان يعيبك!قال: إنما يقرض الدرهم الوازن.
و قيل لبزرجمهر: هل تعلم أحدا لا عيب فيه؟قال: إن الذي لا عيب فيه لا يموت.
و قيل لعمرو بن عبيد: لقد وقع فيك أيوب السّختياني حتى رحمناك. قال: إياه فارحموا.
و قال ابن عباس: اذكر أخاك إذا غاب عنك بما تحب أن يذكرك به، و دع منه ما تحب أن يدع منك.
النبي صلّى اللّه عليه و سلم و ابن الحضرمي:
و قدم العلاء بن الحضرميّ على النبي صلّى اللّه عليه و سلم، فقال له: هل تروي من الشعر شيئا؟ قال: نعم. قال: فأنشدني. فأنشده:
تحبّب ذوي الأضغان تسب نفوسهم # تحبّبك القربى فقد ترقع النّعل
و إن دحسوا بالكره فاعف تكرّما # و إن غيّبوا عنك الحديث فلا تسل [1]
فإنّ الّذي يؤذيك منه سماعه # و إن الّذي قالوا وراءك لم يقل
فقال النبي عليه السلام: إن من الشعر لحكمة.
و قال الحسن البصريّ: لا غيبة في ثلاثة: فاسق مجاهر بالفسق، و إمام جائر و صاحب بدعة لم يدع بدعته.