responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 2  صفحه : 118

العدواني، و حممة بن رافع الدّوسي-و يزعم النّسّاب أن ليلى بنت الظّرب أم دوس، و زينب بنت الظرب أمّ ثقيف-عند ملك من ملوك حمير، فقال: تساءلا حتى أسمع ما تقولان. فقال عمرو لحممة: أين تحبّ أن تكون أياديك؟قال: عند ذي الرّثية العديم، و عند ذي الخلّة الكريم، و المعسر الغريم، و المستضعف الهضيم. قال: من أحقّ الناس بالمقت‌ [1] ؟قال: الفقير المختال، و الضعيف الصّوّال، و العيّ القوّال. قال: فمن أحقّ الناس بالمنع؟قال: الحريص الكاند، و المستميد الحاسد، و الملحف الواجد [2] .

قال: من أجدر الناس بالصنيعة؟قال: من إذا أعطي شكر، و إذا منع عذر، و إذا مطل صبر، و إذا قدم العهد ذكر. قال: من أكرم الناس عشرة؟قال: من إذا قرب منح، و إذا بعد مدح و إذا ظلم صفح، و إذا ضويق سمح. قال: من ألأم الناس؟ قال: من إذا سأل خضع، و إذا سئل منع، و إذا ملك كنع، ظاهره جشع، و باطنه طبع. قال: فمن أحلم الناس؟قال: من عفا إذا قدر، و أجمل إذا انتصر، و لم تطغه عزة الظّفر: قال: فمن أحزم الناس؟قال: من أخذ رقاب الامور بيديه، و جعل العواقب نصب عينيه، و نبذ التهيّب دبر أذنيه‌ [3] . قال: فمن أخرق الناس؟قال: من ركب الخطار، و اعتسف العثار [4] ، و أسرع في البدار [5] قبل الاقتدار. قال: من أجود الناس؟قال: من بذل الموجود، و لم يأس على المعهود. قال: من أبلغ الناس؟ قال: من جلّى المعنى المزيز باللفظ الوجيز، و طبّق المفصل قبل التحزيز. قال: من أنعم الناس عيشا؟قال: من تحلّى بالعفاف، و رضي بالكفاف، و تجاوز ما يخاف إلى ما لا يخاف. قال: فمن أشقى الناس؟قال: من حسد على النّعم، و سخط على القسم، و استشعر النّدم، على فوت ما لم يحتم. قال: من أغنى الناس، قال: من استشعر اليأس، و أظهر التجمّل للناس، و استكثر قليل النعم، و لم يسخط على القسم.

قال: فمن أحكم الناس؟قال: من صمت فادّكر، و نظر فاعتبر، و وعظ فازدجر.

قال: من أجهل الناس؟قال: من رأى الخرق مغنما، و التجاوز مغرما.


[1] المقت: البغض.

[2] الواجد: الحاقد و الغاضب.

[3] دبر أذنيه: خلفهما، أي لم يع النصيحة و الرأي.

[4] اعتسف العثار: ركب الزلل.

[5] البدار: المقابلة و الشروع بالشي‌ء.

نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 2  صفحه : 118
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست