و قالوا: إذا وجدتم الحكمة مطروحة على السكك [1] فخذوها.
و في الحديث: خذوا الحكمة و لو من ألسنة المشركين.
و قال زياد: أيها الناس، لا يمنعكم سوء ما تعلمون منا أن تنتفعوا بأحسن ما تسمعون منا؛ فإن الشاعر يقول:
اعمل بعلمي و إن قصّرت في عملي # ينفعك قولي و لا يضررك تقصيري
نوادر من الحكمة
قيل لقسّ بن ساعدة: ما أفضل المعرفة؟قال: معرفة الرجل نفسه.
قيل له: فما أفضل العلم؟قال: وقوف المرء عند علمه. قيل له: فما أفضل المروءة؟قال: استبقاء الرجل ماء وجهه.
و قال الحسن: التقدير نصف الكسب، و التّؤدة [2] نصف العقل، و حسن طلب الحاجة نصف العلم.
و قالوا: لا عقل كالتدبير، و لا ورع كالكف، و لا حسب كحسن الخلق، و لا غنى كرضا عن اللّه، و أحقّ ما صبر عليه ما ليس إلى تغييره سبيل.
و قالوا: أفضل البرّ الزحمة، و رأس المودة الاسترسال، و رأس العقوق مكاتمة الأدنين [3] ، و رأس العقل الإصابة بالظن.
و قالوا: التفكّر نور و الغفلة ظلمة، و الجهالة ضلالة، و العلم حياة، و الأول سابق، و الآخر لاحق، و السعيد من وعظ بغيره.
ابن الظرب و حمة في مجلس ملك حمير:
حدّث أبو حاتم قال: حدثني أبو عبيدة قال: حدّثني غير واحد من هوازن من أولى العلم، و بعضهم قد أدرك أبوه الجاهلية-قالوا: اجتمع عمرو بن الظّرب
[1] السكك: الطرق.
[2] التؤدة: التمهل و الترويّ.
[3] الأدنين: الأقربين.