حنيك السن [1] بصير بالأمور، فإذا ظفرت به فلا تباعده، فإن العاقل ليس بمانعك نصيحته و إن جفت.
و كان يقال: غريزة قعل لا يضيع معها عمل.
و كان يقال: أجل الأشياء أصلا و أحلاها ثمرة: صالح الأعمال، و حسن الأدب، و عقل مستعمل.
و كان يقال: التجارب ليس لها غاية و العاقل منها في الزيادة. و مما يؤكد هذا قول الشاعر:
أ لم تر أنّ العقل زين لأهله # و أنّ كمال العقل طول التجارب
و مكتوب في الحكمة: إنّ العاقل لا يغترّ بمودّة الكذوب و لا يثق بنصيحته.
و يقال: من فاته العقل و الفتوّة فرأس ماله الجهل.
و يقال: من عيّر الناس الشيء، و رضيه لنفسه فذاك الأحمق نفسه.
و كان يقال: العاقل دائم المودّة، و الأحمق سريع القطيعة.
و كان يقال: صديق كل امرئ عقله، و عدوّه جهله.
و كان يقال: المعجب لحوح و العاقل منه في مئونة. و أما العجب فإنه الجهل و الكبر.
و قيل: أولى الناس بالعفو أقدرهم على العقوبة، و أنقص الناس عقلا من ظلم من هو دونه.
و يقال: ما شيء بأحسن من عقل زانه حلم، و حلم زانه علم، و علم زانه صدق، و صدق زانه عمل، و عمل زانه رفق.
و كان عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه يقول: ليس العاقل من عرف الخير من
[1] حنيك السنّ: أي جرّبته السنين و أحكمته التجارب.