نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 1 صفحه : 63
و قيل لآخر: كيف كتمانك للسر؟قال: ما قلبي له إلا قبر.
و قال المأمون: الملوك تحتمل كل شيء إلا ثلاثة أشياء: القدح في الملوك، و إفشاء السر، و التعرّض للحرم.
و قال الوليد بن عتبة لأبيه: إن أمير المؤمنين أسرّ إليّ حديثا، أ فلا أحدثك به؟ قال لا، يا بني، إنه من كتم سره كان الخيار له، [و من أفشاه كان الخيار عليه [1] ] فلا تكن مملوكا بعد أن كنت مالكا.
ملك من ملوك العجم استشار وزيريه
و في التاجر أنّ بعض ملوك العجم استشار وزيريه، فقال أحدهما : لا ينبغي للملك أن يستشير منّا أحدا إلا خاليا به؛ فإنه أموت للسر، و أحزم للرأي، و أجدر بالسلامة، و أعفى لبعضنا من غائلة بعض؛ [2] فإن إفشاء السرّ إلى رجل واحد أوثق من إفشائه إلى اثنين، و إفشاءه إلى ثلاثة كإفشائه إلى جماعة؛ لأن الواحد رهن بما أفشي إليه، و الثاني مطلق عنه ذلك الرهن. و الثالث علاوة فيه. فإذا كان السر عند واحد كان أحرى أن لا يظهره رغبة و رهبة، و إن كان عند اثنين دخلت على الملك الشبهة، و اتسعت على الرجلين المعاريض. فإن عاقبهما عاقب اثنين بذنب واحد، و إن اتهمهما اتهم بريئا بخيانة مجرم، و إن عفا عنهما كان العفو عن أحدهما و لا ذنب له، و عن الآخر و لا حجة معه.
لعمر بن ابي ربيعة في السر
و من أحسن ما قالت الشعراء في السر قول عمر بن أبي ربيعة:
فقالت و أرخت جانب الستر: إنما # معي فتحدّث غير ذي رقبة أهلي
فقلت لها: ما بي لهم من ترقّب # و لكنّ سرّي ليس يحمله مثلي