شعر للمؤلف
و من قولنا في هذا المعنى:
فلئن سمعت نصيحتي و عصيتها # ما كنت أول ناصح معصيّ
و قال حبيب في بني تغلب عند إيقاع مالك بن طوق بهم:
لم يألكم مالك صفحا و مغفرة # لو كان ينفخ قين الحيّ في فحم [1]
حفظ الأسرار
قالت الحكماء: صدرك أوسع لسرك من صدر غيرك.
و قالوا: سرّك من دمك. يعنون أنه ربما كان في إفشائه سفك دمك.
و كتب عبد الملك بن مروان إلى الحجاج بن يوسف:
و لا تفش سرّك إلاّ إليك # فإنّ لكلّ نصيح نصيحا
و إنّي رأيت غواة الرجا # ل لا يتركون أديما صحيحا [2]
و قالت الحكماء: ما كنت كاتمه من عدوّك فلا تطلع عليه صديقك.
و قال عمرو بن العاص: ما استودعت رجلا سرّا فأفشاه فلمته؛ لأني كنت أضيق صدرا منه حين استودعته إياه حين أفشاه.
و قال الشاعر:
إذا ضاق صدر المرء عن سرّ نفسه # فصدر الذي يستودع السرّ أضيق
لبعض الأعراب
قيل لأعرابي: كيف كتمانك للسر؟قال: أجحد المخبر و أحلف للمستخبر.
[1] يألكم: يقصّر عنكم، و القين: الحداد.
[2] الأديم: الجلد، يريد أنّ الغواة يمزّقون أعراض الناس.