نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 1 صفحه : 333
جائيا من عنده، فقلت: من أين أبا حزرة؟قال: من عند أمير يعطي الفقراء و يمنع الشعراء قلت: فما ترى فإني خرجت إليه؟قال: عوّل عليه في مال ابن السبيل كما فعلت. فانطلقت فوجدته قاعدا على كرسيّ في عرصة [1] داره، قد أحاط الناس به فلم أجد إليه سبيلا للوصول، فناديت بأعلى صوتي:
يا عمر الخيرات و المكارم # و عمر الدّسائع العظائم [2]
إني امرؤ من قطن بن دارم # أطلب حاجي من أخي مكارم
إذ ننتجي و الليل غير نائم # في ظلمة الليل و ليلي عاتم
عند أبي يحيى و عند سالم
فقام أبو يحيى ففرّج لي، و قال: يا أمير المؤمنين، إن لهذا البدويّ عندي شهادة عليك. قال: أعرفها، ادن مني يا دكين، أنا كما ذكرت لك أن لي نفسا توّاقة، و أن نفسي تاقت إلى أشرف منازل الدنيا، فلما أدركتها وجدتها تتوق إلى الآخرة؛ و اللّه ما رزأت من أمور الناس شيئا فأعطيك منه، و ما عندي إلا ألفا درهم، أعطيك أحدهما. فأمر لي بألف درهم. فو اللّه ما رأيت ألفا كانت أعظم بركة منها.
وفود كثير و الأحوص و نصيب على عمر بن عبد العزيز رضي اللّه عنه
حماد الراوية قال: قال لي كثير عزّة: أ لا أخبرك عما دعاني إلى ترك الشعر؟قلت:
نعم. قال: شخصت أنا و الأحوص و نصيب إلى عمر بن عبد العزيز رضي اللّه عنه، و كل واحد منا يدل عليه بسابقة و إخاء قديم، و نحن لا نشك أن سيشركنا في خلافته، فلما رفعت لنا أعلام خناصرة [3] ، لقينا مسلمة بن عبد الملك، و هو يومئذ