نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 1 صفحه : 332
كم من ضرير أمير المؤمنين لدى # أهل الحجاز دهاه البؤس و الضرر
أصابت السّنة الشّهباء ما ملكت # يمينه فحناه الجهد و الكبر [1]
و من قطيع الحشا عاشت مخبّأة # ما كانت الشمس تلقاها و لا القمر
لما اجتلتها صروف الدهر كارهة # قامت تنادي بأعلى الصوت: يا عمر!
وفود دكين الراجز على عمر بن عبد العزيز رضي اللّه عنه
قال دكين بن رجاء الفقيمي الراجز: مدحت عمر بن عبد العزيز و هو والي المدينة، فأمر لي بخمس عشرة ناقة كرائم صعابا، فكرهت أن أرمي بها الفجاج فتنتشر عليّ، و لم تطب نفسي ببيعها، فقدمت علينا رفقة من مصر، فسألتهم الصّحبة، فقالوا: إن خرجت الليلة. فقلت: إني لم أودّع الأمير و لا بدّ وداعه.
قالوا: فإن الأمير لا يحجب عن طارق ليل. فاستأذنت عليه، فأذن لي و عنده شيخان لا أعرفهما. فقال لي: يا دكين، إن لي نفسا توّاقة، فإن أنا صرت إلى أكثر مما أنا فيه فبعين ما أرينّك. قلت له: أشهد لي بذلك أيها الأمير. قال: إني أشهد اللّه. قلت:
و من خلقه!قال: هذين الشيخين. قلت لأحدهما: من أنت يرحمك اللّه أعرفك؟قال:
سالم بن عبد اللّه. فقلت: لقد استسمنت الشاهد. و قلت للآخر: من أنت يرحمك اللّه؟ قال: أبو يحيى مولى الأمير. و كان مزاحم يكنى أبا يحيى. قال دكين: فخرجت بهن إلى بلدي، فرمى اللّه في أذنابهنّ بالبركة، حتى اتخذت منهنّ الضياع و الرّباع و الغلمان.
فإني لبصحراء فلج [2] ، إذا بريد يركض إلى الشام، فقلت له: هل من مغرّبة خبر؟ قال: مات سليمان بن عبد الملك. قلت: فمن القائم بعده؟قال: عمر بن عبد العزيز.
قال: فأنخت قلوصي فألقيت عليها أداتي و توجهت عنده؛ فلقيت جريرا في الطريق