نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 1 صفحه : 329
الآذن فقال: ادخل يا بن طلحة. فلما كشف لي الستر لقيني الحجاج و هو خارج و أنا داخل؛ فاعتنقني و قبّل ما بين يعينيّ، و قال: أمّا إذا جزى اللّه المتواخيين خيرا بفضل تواصلهما، فجزاك اللّه عني أفضل الجزاء؛ فو اللّه لئن سلمت لك لأرفعنّ ناظرك، و لأعلينّ كعبك، و لأتبعنّ الرجال غبار قدميك. قال: فقلت: يهزأ بي و حقّ الكعبة!.
فلما وصلت إلى عبد الملك، أدناني حتى أدناني عن مجلسي الأول؛ ثم قال: يا بن طلحة، لعلّ أحدا شاركك في نصيحتك هذه!قلت: و اللّه يا أمير المؤمنين، ما أعلم أحدا أنصع عندي يدا و لا أعظم معروفا من الحجّاج. و لو كنت محابيا أحدا لغرض دنيا لحابيته. و لكني آثرت اللّه و رسوله، و آثرتك و المؤمنين عليه. قال: قد علمت أنك لم ترد الدنيا، و لو أردتها لكانت لك في الحجّاج، و لكن أردت اللّه و الدار الآخرة. و قد عزلته عن الحرمين لما كرهت من ولايته عليهما، و أعلمته أنك استنزلتني له عنهما استقلالا لهما؛ و ولّيته العراقين و ما هنالك من الأمور التي لا يدحضها إلا مثله، و أعلمته أنك استدعيتني إلى ولايته عليهما استزادة له، لألزمه بذلك من حقّك ما يؤدّي إليك عني اجر نصيحتك. فاخرج معه فإنك غير ذامّ لصحبته فخرجت مع الحجاج و أكرمني أضعاف إكرامه.
وفود رسول المهلب على الحجاج بقتل الأزارقة
أبو الحسن المدائني قال: لما هزم المهلب بن أبي صفرة قطريّ بن الفجاءة صاحب الأزارقة، بعث إلى مالك بن بشير فقال له: إني موفدك إلى الحجاج فسر فإنما هو رجل مثلك. و بعث إليه بجائزة، فردّها و قال: إنما الجائزة بعد الاستحقاق. و توجّه.
فلما دخل على الحجّاج، قال له: ما اسمك؟قال: مالك بن بشير. قال: ملك و بشارة.
كيف تركت المهلّب؟قال: أدرك ما أمّل و أمّن من خاف. قال: كيف هو بجنده؟ قال: والد رءوف: قال: فكيف جنده له؟قال: أولاد بررة. قال: كيف رضاهم
نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 1 صفحه : 329