نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 1 صفحه : 305
قال: يا غلام، اكتب له بالدّهناء.
قالت: فلما رأيته أمر بأن يكتب له؛ شخص بي. و هي وطني و داري؛ فقلت: يا رسول اللّه؛ إنه لم يسألك السويّة من الأرض إذ سألك؛ إنما هذه الدهناء مقيّد الجمل و مرعى الغنم؛ و نساء بني تميم و أبناؤها وراء ذلك. فقال: أمسك يا غلام، صدقت المسكينة المسلم أخو المسلم، يسعهما الماء و الشجر. و يتعاونان على الفتّان [1] .
فلما رأى حريث أن قد حيل دون كتابه، قال كنت أنا و أنت كما قال في المثل:
حتفها تحمل ضأن بأظلافها!فقلت: أما و اللّه ما علمت إن كنت لدليلا في الظلماء، جوادا لدى الرّحل، عفيفا عن الرفيقة حتى قدمنا على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و لكن لا تلمني أن أسأل حظي إذ سألت حظّك. قال: و أيّ حظ لك في الدهناء لا أبا لك.
قلت مقيد جملي تريده لجمل امرأتك!فقال: لا جرم إني أشهد رسول اللّه أني لك أخ ما حييت؛ إذ أثنيت عليّ عنده. فقلت: أمّا إذ بدأتها فلن أضيعها.
فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: أ يلام ابن هذه أن يفصل الخطة، و ينتصر من وراء الحجزة. فبكيت ثم قلت: فقد و اللّه ولدته يا رسول اللّه حراما، فقاتل معك يوم الرّبذة، ثم ذهب يمتري من خيبر، فأصابته حمّاها فمات فقال: لو لم تكوني مسكينة لجررناك على وجهك. أ يغلب أحيدكم على أن يصاحب صويحبه في الدنيا معروفا، فإذا حال بينه و بينه من هو أولى به استرجع ثم قال: ربّ آسني لما أمضيت، و أعنّي على ما أبقيت. فو الذي نفس محمد بيده إنّ أحدكم ليبكي فيستعبر له صويحبه؛ فيا عباد اللّه لا تعذّبوا إخوانكم ثم كتب لها في قطعة أدم أحمر: لقيلة و النسوة من بنات قيلة يظلمن حقّا، و لا يكرهن على منكح، و كل مؤمن مسلم لهن نصير أحسنّ و لا تسئن.