responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 1  صفحه : 304

قال: حريث بن حسّان الشّيباني، وافد بكر بن وائل عاويا ذا صياح. فقالت أختي:

الويل لي، لا تخبرها فتتبع أخا بكر بن وائل بين سمع الأرض و بصرها، ليس معها أحد من قومها. قال: لا ذكرته.

قالت: و سمعت ما قالا: فغدون إلى جملي فشددت عليه، ثم نشدت عنه فوجدته غير بعيد. فسألته الصّحبة فقال: نعم و كرامة، و ركابه مناخة عنده.

قالت: فسرت معه صاحب صدق؛ حتى قدمنا على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و هو يصلي بالناس صلاة الغداة: قد أقيمت حين شق الفجر، و النجوم شابكة في السماء، و الرجال لا تكاد تعارف من ظلمة الليل؛ فصففت مع الرجال؛ و أنا امرأة قريبة عهد بجاهلية؛ فقال الرجل الذي يليني من الصف: امرأة أنت أم رجل؟فقلت: لا بل امرأة. فقال:

إنك كدت تفتنيني، فصلّي في النساء وراءك. فإذا صفّ من نساء قد حدث عند الحجرات لم أكن رأيته إذ دخلت؛ فكنت فيهن؛ حتى إذا طلعت الشمس دنوت؛ فجعلت إذا رأيت رجلا ذا رواء و ذا قشر [1] طمح إليه بصري لأرى رسول اللّه فوق الناس، حتى جاء رجل؛ فقال: السلام عليك يا رسول اللّه. فقال: و عليك السلام و رحمة اللّه. و عليه تعني النبي صلّى اللّه عليه و سلّم-أسمال ملّيتين، كانتا مزعفرتين و قد نفضتا؛ و معه عسيّب نخلة مقشوّ [2] غير خوصتين من أعلاه: و هو قاعد القرفصاء. فلما رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم متخشّعا في الجلسة أرعدت من الفرق، فقال جليسه: يا رسول اللّه، أرعدت المسكينة. فقال رسول اللّه، و لم ينظر إلي و أنا عند ظهره: يا مسكينة، عليك السكينة.

قالت: فلما قالها صلّى اللّه عليه و سلّم أذهب اللّه ما كان دخل في قلبي من الرعب.

و تقدّم صاحبي أول رجل فبايعه على الإسلام عليه و على قومه، ثم قال: يا رسول اللّه، اكتب بيننا و بين تميم كتابا بالدّهناء لا يجاوزها إلينا منهم إلا مسافر أو مجاوز.


[1] القشر: اللباس.

[2] مقشوّ: أي مقشور عنه خوصه.

نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 1  صفحه : 304
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست