responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 1  صفحه : 274

كتاب الجمانة في الوفود

فرش الكتاب الوفود

قال الفقيه أبو عمر أحمد بن محمد بن عبد ربّه:

قد مضى قولنا في الأجواد و الأصفاد [1] على مراتبهم و منازلهم، و ما جروا عليه، و ما ندبوا إليه من الأخلاق الجميلة، و الأفعال الجزيلة. و نحن قائلون بعون اللّه و توفيقه في الوفود الذين و فدوا على النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و على الخلفاء و الملوك؛ فإنها مقامات فضل، و مشاهد حفل؛ يتخيّر لها الكلام، و تستهذب الألفاظ، و تستجزل المعاني. و لا بد للوافد عن قومه أن يكون عميدهم و زعيمهم الذي عن قوّته ينزعون‌ [2] ، و عن رأيه يصدرون؛ فهو واحد يعدل قبيلة، و لسان يعرب عن ألسنة، و ما ظنّك بوافد قوم يتكلّم بين يدي النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أو خليفته، أو بين يدي ملك جبار في رغبة أو رهبة، فهو يوطد لقومه مرّة و يتحفّظ من أمامه أخرى. أ تراه مدّخرا نتيجة من نتائج الحكمة، أو مستبقيا غريبة من غرائب الفطنة؛ أم تظن القوم قدّموه لفضل هذه الخطة إلا و هو عندهم في غاية الحذلقة [3] و اللّسن، و مجمع الشعر و الخطابة. أ لا ترى أنّ قيس بن عاصم المنقريّ لمّا وفد على النبي صلّى اللّه عليه و سلّم بسط له رداءه و قال: هذا سيد الوبر. و لما توفي قيس بن عاصم قال فيه الشاعر [4] :

عليك سلام اللّه قيس بن عاصم # و رحمته ما شاء أن يترحّما


[1] الأصفاد: الكرام و أصحاب العطاء.

[2] ينزعون: يذهبون.

[3] الحذلقة: الظرف و الحذق.

[4] هو عبدة بن الطبيب.

نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 1  صفحه : 274
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست