نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 1 صفحه : 270
سبّي الحماة و ابهتي عليها # و أن أبت فازدلفي إليها [1]
ثم اقرعي بالعود مرفقيها # و جدّدي الخلف به عليها
لا تخبري الدهر بذاك ابنيها
فقال: فهل أوصيتها بعد هذا؟قال: نعم.
أوصيت من برّة قلبا برّا # بالكلب خيرا و الحماة شرّا
لا تسأمي خنقا لها و جرّا # و الحيّ عمّيهم بشرّ طرّا
و إن كسوك ذهبا و درّا # حتى يروا حلو الحياة مرّا
قال هشام: ما هكذا أوصى يعقوب ولده. قال أبو النجم: و لا أنا كيعقوب، و لا ولدي كولده. قال: فما حال الأخرى؟قال هي ظلامة التي أقول فيها:
كأنّ ظلامة أخت شيبان # يتيمة و والداها حيّان
الرّأس قمل كلّه و صئبان # و ليس في الرجلين إلاّ خيطان
فهي التي يذعر منها الشّيطان
قال هشام لحاجبه: ما فعلت بالدنانير التي أمرتك بقبضها؟قال: هي عندي، و هي خمسمائة دينار. قال له: ادفعها لأبي النّجم ليجعلها في رجلي ظلامة مكان الخيطين.
مروان بن محمد و طريح و ذو الرمة
أبو عبيدة قال: حدّثني يونس بن حبيب قال: لما استخلف مروان بن محمد دخل عليه الشعراء يهنئونه بالخلافة، فتقدّم إليه طريح بن إسماعيل الثقفي، خال الوليد بن يزيد، فقال: الحمد للّه الذي أنعم بك على الإسلام إماما، و جعلك لأحكام دينه قواما، و لأمة محمد المصطفى جنّة [2] و نظاما. ثم أنشده شعره الذي يقول فيه:
تسوء عداك في سداد و نعمة # خلافتنا تسعين عاما و أشهرا
[1] ابهتي عليها: افتري عليها و اكذبي فازدلفي: فتقرّبي.