نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 1 صفحه : 269
من لساني بالمسألة. قال: لا بد أن تفعل. قال: لي ابنة نفضت عليها من سوادي فكسّدها، فلو أنفقها أمير المؤمنين بشيء يجعله لها. قال: فأقطعها أرضا، و أمر لها بحلي و كسوة. فنفقت السوداء.
عبد اللّه بن جعفر و نصيب
الرياشي عن الأصمعي قال: مدح نصيب بن رباح عبد اللّه بن جعفر فأمر له بمال كثير و كسوة شريفة و رواحل موقرة [1] برّا و تمرا؛ فقيل له: أ تفعل هذا بمثل هذا العبد الأسود؟قال: أما لئن كان عبدا إن شعره فيّ لحرّ؛ و لئن كان أسود إنّ ثناءه لأبيض، و إنما أخذ مالا يفنى و ثيابا تبلى و رواحل تنضى [2] ، و أعطى مديحا يروى و ثناء يبقى.
هشام و أبو النجم
و ذكروا عن أبي النجم العجلي أنه أنشد هشاما شعره الذي يقول فيه:
الحمد للّه الوهوب المجزل
و هو من أجود شعره، حتى انتهى إلى قوله:
و الشمس في الجوّ كعين الأحول
و كان هشام أحول، فأغضبه ذلك، فأمر به فطرد. فأمّل أبو النجم رجعته، فكان يأوي إلى المسجد، فأرق هشام ذات ليلة فقال لحاجبه: أبغني رجلا عربيا فصيحا يحدّثني و ينشدني. فطلب له ما سأل، فوجد أبا النجم، فأتى به، فلما دخل عليه قال:
أين تكون منذ أقصيناك؟قال: حيث ألفاني رسولك. قال: فمن كان أبا النجم مثواك؟قال: رجلين، أتغدّى عند أحدهما و أتعشّى عند الآخر. قال: فما لك من الولد؟قال: ابنتان، قال أ زوجتهما؟قال: زوّجت إحداهما . قال: فبم أوصيتها ليلة أهديتها؟قال: قلت لها: