responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 1  صفحه : 271

فقال مروان: كم الأشهر؟قال: وفاء المائة يا أمير المؤمنين، تبلغ فيها أعلى درجة و أسعد عاقبة في النصرة و التمكين. فأمر له بمائة ألف درهم.

ثم تقدّم إليه ذو الرّمة متحانيا كبرة، قد انحلّت عمامته منحدرة عن وجهه، فوقف يسوّيها، فقيل له: تقدّم. قال: إني أجلّ أمير المؤمنين أن أخطب بشرفه مادحا بلوثة عمامتي. فقال مروان: ما أملت أنه أبقت لنا منك ميّ و لا صيدح‌ [1] في كلامك إمتاعا. قال: بلى و اللّه يا أمير المؤمنين؛ أرد منه قراحا، و الأحسن امتداحا، ثم تقدّم فأنشد شعرا يقول فيه:

فقلت لها سيري، أمامك سيّد # تفرّع من مروان أو من محمّد

فقال له: ما فعلت مي؟فقال:

طويت غدائرها ببرد بلى # و محا التّراب محاسن الخدّ

فالتفت مروان إلى العباس بن الوليد، فقال: أما ترى القوافي تنثال انثيالا؟يعطى بكل من سمّى من آبائي ألف دينار. قال ذو الرمة: لو علمت لبلغت به عبد شمس.

المنصور و ابن هرمة

الربيع حاجب المنصور قال: قلت يوما للمنصور: إن الشعراء ببابك و هم كثيرون، طالت أيامهم و نفدت نفقاتهم. فقال: اخرج إليهم فاقرأ عليهم السلام، و قل لهم من مدحني منكم فلا يصفني بالأسد، فإنما هو كلب من الكلاب؛ و لا بالحيّة، فإنما هي دويبة منتنة تأكل التراب؛ و لا بالجبل، فإنما هو حجر أصم؛ و لا بالبحر، فإنما هو غطامط لجب‌ [2] ؛ و من ليس في شعره هذا فليدخل؛ و من كان في شعره فلينصرف. فانصرفوا كلهم إلا إبراهيم بن هرمة، فإنه قال له. أنا له يا ربيع، فأدخلني. فأدخله، فلما مثل بين يديه، قال المنصور: يا ربيع، قد علمت أنه لا


[1] ميّ: صاحبته، و صيدح: ناقته.

[2] غطامط لجب: عظيم الأمواج.

نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 1  صفحه : 271
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست