نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 1 صفحه : 257
يزيد: إني قد حملته. قال: فأدّه: قال يزيد و اللّه ما حملته إلا لأؤدّيه ثم قال: يا أمير المؤمنين، إن هذه الحمالة و إن عظم خطبها، فحمدها و اللّه أعظم منها، و يدي مبسوطة بيدك، فابسطها لسؤالها. ثم غدا يزيد بالمال على الخزّان فدفعه إليهم فدخلوا على سليمان فأخبروه بقبض المال، فقال: وفت يمين سليمان احملوا إلى أبي خالد ماله.
فقال عدي بن الرقاع العاملي:
و للّه عينا من رأى كحمالة # تحمّلها كبش العراق يزيد
الأصمعي قال: قدم على يزيد بن المهلّب قوم من قضاعة من بني ضبّة، فقال رجل منهم:
و اللّه ما ندري إذا ما فاتنا # طلب إليك من الّذي نتطلب؟
و لقد ضربنا في البلاد فلم نجد # أحدا سواك إلى المكارم ينسب
فاصبر لعادتنا التي عوّدتنا # أو لا فأرشدنا إلى من نذهب؟
فأمر له بألف دينار؛ فلما كان في العام المقبل وفد عليه فقال:
مالي أرى أبوابهم مهجورة # و كأنّ بابك مجمع الأسواق
أرجوك أم خافوك أم شاموا النّدى # بيديك فاجتمعوا من الآفاق
إنّي رأيتك للمكارم عاشقا # و المكرمات قليلة العشّاق
فأمر له بعشرة آلاف درهم.
و مر يزيد بن المهلّب في طريق البصرة بأعرابيّة، فأهدت إليه عنزا، فقبلها و قال لابنه معاوية: ما عندك من نفقة؟قال: ثمانمائة درهم. قال: ادفعها إليها!قال إنها لا تعرفك و يرضيها اليسير قال: إن كانت لا تعرفني فأنا أعرف نفسي، و إن كان يرضيها اليسير فأنا لا أرضى إلا بالكثير.
نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 1 صفحه : 257