نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 1 صفحه : 256
و وافق ذلك استعمال سليمان يزيد بن المهلب على العراق. فقال عمر بن هبيرة: عليكم بيزيد بن المهلّب، فما لها أحد غيره!فتحملوا إلى يزيد و فيهم عمر بن هبيرة، و القعقاع بن حبيب، و الهذيل بن زفر بن الحارث، و انتهوا إلى رواق يزيد. قال يحيى ابن أقتل-و كان حاجبا ليزيد بن المهلب و كان رجلا من الأزد-فاستأذنت لهم فخرج يزيد إلى الرواق فقرّب و رحّب، ثم دعا بالغداء، فأتوا بطعام ما أنكروا منه أكثر مما عرفوا، فلما تغدّوا تكلم عثمان بن حيّان و كان لسنا مفوّها، و قال: زادك اللّه في توفيقك أيها الأمير، إن الوليد بن عبد الملك وجهني إلى المدينة عاملا عليها، و أمرني بالغلظة على أهل الظنّة و الأخذ عليهم؛ و إن سليمان أغرمني غرما، و اللّه ما يسعه مالي و لا تحمله طاقتي؛ فأتيناك لتحمل من هذا المال ما خفّ عليك، و ما بقي و اللّه ثقيل عليّ. ثم تكلم كل منهم بما حضره، و قد اختصرنا كلامهم.
فقال يزيد بن المهلب: مرحبا بكم و أهلا، إن خير المال ما قضي فيه الحقوق و حملت به المغارم، و إنما لي من المال ما فضل عن إخواني، و ايم اللّه لو علمت أن أحدا أملأ بحاجتكم مني لهديتكم إليه فاحتكموا و أكثروا. فقال عثمان بن حيان:
النصف أصلح اللّه الأمير. قال: نعم و كرامة، اغدوا علي مالكم فخذوه.
فشكروا له و قاموا فخرجوا. فلما صاروا على باب السرادق قال عمر بن هبيرة:
قبّح اللّه رأيكم، و اللّه ما يبالي يزيد أنصفها تحمّل أم كلّها. فمن لكم بالنصف الباقي؟قال القوم: هذا و اللّه الرأي!و سمع يزيد مناجاتهم، فقال لحاجبه: انظر يا يحيى إن كان بقي على القوم شيء فليرجعوا، فرجعوا إليه و قالوا: أقلنا [1] قال: قد فعلت. قالوا: فإن رأيت أن تحملها كلّها فأنت أهلها، و إن أبيت فما لها أحد غيرك، قال: قد فعلت.
و غدا يزيد بن المهلب إلى سليمان فقال: يا أمير المؤمنين، أتاني عثمان بن حيّان و أصحابه. قال: أمسك في المال؟قال: نعم. قال سليمان: و اللّه لآخذنّه منهم. قال