responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 1  صفحه : 258

و منهم يزيد بن حاتم‌

و كتب إليه رجل من العلماء يستوصله، فبعث إليه ثلاثين ألف درهم، و كتب إليه: «أما بعد، فقد بعثت إليك بثلاثين ألفا، لا أكثّرها امتنانا، و لا أقلّلها تجبّرا، و لا أستثيبك عليها ثناء، و لا أقطع لك بها رجاء، و السلام» .

و كان ربيعة الرّقي قد قدم مصر فأتى يزيد بن حاتم الوردي فلم يعطه شيئا، فشغل عنه ببعض الأمر، فخرج و هو يقول:

أراني و لا كفران للّه راجعا # بخفي حنين من نوال ابن حاتم‌

فسأل عنه يزيد، فأخبر أنه قد خرج و قال كذا، و أنشد البيت؛ فأرسل في طلبه فأتي به، فقال: كيف قلت؟فأنشده البيت: فقال شغلنا عنك!ثم أمر بخفّيه فخلعتا من رجليه و ملئتا مالا، و قال: ارجع بهما بدلا من خفّي حنين!فقال فيه لما عزل عن مصر و ولي مكانه يزيد بن حاتم:

بكى أهل مصر بالدّموع السّواجم # غداة غدا منها الأغرّ ابن حاتم‌

و فيها يقول:

لشتّان ما بين اليزيدين في النّدى # يزيد سليم و الأغرّ ابن حاتم

فهمّ الفتى الأزديّ إتلاف ماله # و همّ الفتى القيسيّ جمع الدّراهم

فلا يحسب التّمتام أنّي هجوته # و لكنّني فضّلت أهل المكارم‌

و خرج إليه رجل من الشعراء يمدحه، فلما بلغ مصر وجده قد مات؛ فقال فيه:

لئن مصر فاتتني بما كنت أرتجي # و أخلفني منها الذي كنت آمل

فما كلّ ما يخشى الفتى بمصيبه # و لا كلّ ما يرجو الفتى هو نائل

و ما كان بيني لو لقيتك سالما # و بين الغنى إلا ليال قلائل‌

نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 1  صفحه : 258
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست