responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 1  صفحه : 251

قهرمانه. قال: صدقت، كل ذلك قد رأيته. فوجه إليه مع مسلم بثلاثمائة ألف، فسبق رسول يبشّره بها و يخبره بما كان. فغضب سعيد و قال للرسول: إن صاحبك ظن أنه أحسن فأساء، و تأوّل فأخطأ؛ فأما وسخ ثياب الحشم فمن كثرة حركته اتسخ ثوبه، و أما كنس الدار فليست أخلاقنا أخلاق من جعل داره مرآته و تزيّنه لبسه، و معروفه عطره، ثم لا يبالي بمن مات هزلا من ذي لحمة أو حرمة. و أما منازعة التجار قهرماني فمن كثرة حوائجه و بيعه و شرائه؛ لم يجد بدّا من أن يكون ظالما أو مظلوما. و أما المال الذي أمر به أمير المؤمنين فوصلته كل ذي رحم قاطعة و هنأته كرامته المنعم بها عليه، و قد قبلناه و أمرنا لصاحبك منه بمائة ألف، و لشرحبيل بن السّمط بمثلها، و ليزيد بن شجرة بمثلها، و في سعة اللّه و بسط يد أمير المؤمنين ما عليه معوّلنا.

فركب مسلم بن عقبة إلى معاوية فأعلمه، فقال: صدق ابن عمي فيما قال، و أخطأت فيما انتهيت إليه، فاجعل نصيبك من المال لروح بن زنباع عقوبة لك، فإنه من جنى جناية عوقب بمثلها، كما أنه من فعل خيرا كوفئ عليه.

و من جوده أيضا أن معاوية كان يداول بينه و بين مروان بن الحكم في ولاية المدينة، فكان مروان يقارضه‌ [1] ، فلما دخل على معاوية قال له: كيف تركت أبا عبد الملك؟يعني مروان. قال: تركته منفّذا لأمرك، مصلحا لعملك. قال معاوية: إنه كصاحب الخبزة: كفي إنضاجها فأكلها!قال: كلا يا أمير المؤمنين؛ إنه من قوم لا يأكلون إلا ما حصدوا، و لا يحصدون إلا ما زرعوا. قال: فما الذي باعد بينك و بينه؟قال خفته على شرفي و خافني على مثله. قال: فأي شي‌ء كان له عندك؟قال:

أسوؤه حاضرا و أسرّه غائبا. قال: يا أبا عثمان، تركتنا في هذه الحروب. قال: حملت الثقل و كفيت الحزم. قال: فما أبطأ بك؟قال غناؤك عني أبطأني عنك، و كنت قريبا لو دعوت لأجبناك، و لو أمرت لأطعناك. قال: ذلك ظنّنا بك. فأقبل معاوية على أهل الشام فقال يأهل الشام، هؤلاء قومي و هذا كلامهم. ثم قال: أخبرني عن مالك،


[1] يقارضه: أي ينظر كلّ واحد إلى صاحبه شزرا.

نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 1  صفحه : 251
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست