responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 1  صفحه : 250

فانتهى خبره إلى عبد اللّه بن جعفر، فلم يكن له هم غيره، فحج فبعث إلى مولى الجارية فاشتراها منه بأربعين ألف درهم، و أمر قيّمة جواريه أن تزيّنها و تحلّيها ففعلت؛ و بلغ الناس قدومه فدخلوا عليه، فقال: مالي لا أرى ابن أبي عمار زارنا؟ فأخبر الشيخ، فأتاه مسلّما. فلما أراد أن ينهض استجلسه، ثم قال: ما فعل حبّ فلانة؟قال: في اللحم و الدم و المخ و العصب. قال: أتعرفها لو رأيتها؟قال: لو أدخلت الجنة لم أنكرها. فأمر بها عبد اللّه أن تخرج إليه، و قال له: إنما اشتريتها لك، و و اللّه ما دنوت منها، فشأنك بها مباركا لك فيها. فلما ولى قال: يا غلام، احمل معه مائة ألف درهم ينعم بها معها. قال: فبكى عبد الرحمن فرحا و قال: يأهل البيت، لقد خصّكم اللّه بشرف ما خصّ به أحدا قبلكم من صلب آدم، فتهنئكم هذه النعمة، و بورك لكم فيها.

و من جوده أيضا أنه أعطى امرأة سألته مالا عظيما، فقيل له: إنها لا تعرفك و كان يرضيها اليسير. قال: إن كان يرضيها اليسير فإني لا أرضى إلا بالكثير، و إن كانت لا تعرفني فأنا أعرف نفسي.

جود سعيد بن العاص‌

و من جود سعيد بن العاص أنه مرض و هو بالشام، فعاده معاوية و معه شرحبيل بن السّمط، و مسلم بن عقبة المرّي، و يزيد بن شجرة الرّهاوي. فلما نظر سعيد معاوية وثب عن صدر مجلسه إعظاما لمعاوية، فقال له معاوية: أقسمت عليك أبا عثمان ألا تتحرّك، فقد ضعفت بالعلة. فسقط؛ فتبادر معاوية: نحوه حتى حنا عليه، و أخذ بيده فأقعده على فراشه و قعد معه، و جعل يسائله عن علّته و منامه و غذائه، و يصف له ما ينبغي أن يتوقّاه، و أطال القعود معه؛ فلما خرج التفت إلى شرحبيل بن السّمط، و يزيد ابن شجرة، فقال: هل رأيتما خللا في مال أبي عثمان؟فقالا: ما رأينا شيئا ننكره.

فقال لمسلم بن عقبة: ما تقول؟قال: رأيت. قال: و ما ذاك؟قال: رأيت على حشمه و مواليه ثيابا وسخة، و رأيت صحن داره غير مكنوس، و رأيت التجّار يخاصمون‌

نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 1  صفحه : 250
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست