نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 1 صفحه : 249
و من جوده أيضا أنه أتاه سائل و هو لا يعرفه فقال له: تصدّق، فإني نبّئت أن عبيد اللّه بن عباس أعطى سائلا ألف درهم و اعتذر إليه!فقال له: و أين أنا من عبيد اللّه؟قال أين أنت منه في الحسب أم كثرة المال؟قال: فيهما. قال: أما الحسب في الرجل فمروءته و فعله، و إذا شئت فعلت، و إذا فعلت كنت حسيبا. فأعطاه ألفي درهم و اعتذر له من ضيق الحال: فقال له السائل: إن لم تكن عبيد اللّه بن عباس فأنت خير منه، و إن كنت هو فأنت اليوم خير منك أمس. فأعطاه ألفا أخرى.
فقال السائل: هذه هزة كريم حسيب، و اللّه لقد نقرت [1] حبة قلبي فأفرغتها في قلبك، فما أخطأت إلا باعتراض الشك بين جوانحي.
و من جوده أيضا: أنه جاءه رجل من الأنصار فقال: يا بن عم رسول اللّه، إنه ولد لي في هذه الليلة مولود، و إني سمّيته باسمك تبرّكا مني به، و إن أمه ماتت. فقال عبيد اللّه: بارك اللّه لك في الهبة، و أجزل لك الأجر على المصيبة. ثم دعا بوكيله فقال: انطلق الساعة فاشتر للمولود جارية تحضنه، و ادفع إليه مائتي دينار للنفقة على تربيته. ثم قال للأنصاري. عد إلينا بعد أيام، فإنك جئتنا و في العيش يبس و في المال قلّة. قال الأنصاري: لو سبقت حاتما بيوم واحد ما ذكرته العرب أبدا، و لكنه سبقك فصرت له تاليا، و أنا أشهد أنّ عفوك أكثر من مجهوده، و طلّ كرمك أكثر من وابله.
جود عبد اللّه بن جعفر
و من جود عبد اللّه بن جعفر أن عبد الرحمن بن أبي عمّار دخل على نخّاس يعرض قيانا له؛ فعلق واحدة منهن، فشهر بذكرها حتى مشى إليه عطاء و طاوس و مجاهد يعذلونه، فكان جوابه أن قال:
يلومني فيك أقوام أجالسهم # فما أبالي أطار اللّوم أم وقعا