responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 1  صفحه : 207

فلا غيمها يصحو فييأس طامعا # و لا ماؤها يأتي فتروى عطاشها

بين بشار و سلم‌

و قال سعيد بن سلم: وعد أبي بشارا العقيلي حين مدحه بالقصيدة التي يقول فيها:

صدّت بخدّ و جلت عن خدّ # ثم انثنت كالنّفس المرتدّ [1]

فكتب إليه بشار بالغد:

ما زال ما منّيتني من همّي # الوعد فأرح من غمّي

إن لم ترد مدحي فراقب ذمّي‌

فقال له أبي: يا أبا معاذ، هلا استنجزت الحاجة بدون الوعيد!فإذا لم تفعل فتربّص ثلاثا و ثلاثا؛ فإني و اللّه ما رضيت بالوعد حتى سمعت الأبرش الكلبي يقول لهشام: يا أمير المؤمنين؛ لا تصنع إليّ معروفا حتى تعدني؛ فإنه لم يأتني منك سيب‌ [2]

على غير وعد إلا هان عليّ قدره و قلّ مني شكره. فقال له هشام: لئن قلت ذلك لقد قاله سيد أهلك أبو مسلم الخولاني: «إن أوقع المعروف في القلوب، و أبرده على الأكباد معروف منتظر، بوعد لا يكدّره المطل» .

يحيى بن خالد و قضاء الحوائج‌

و كان يحيى بن خالد بن برمك لا يقضي حاجة إلا بوعد، و يقول: من لم يبت على سرور الوعد لم يجد للصنيعة طعما.

و قالوا: الخلف ألأم من البخل لأنه من لم يفعل المعروف لزمه ذمّ اللؤم وحده، و من وعد و أخلف لزمه ثلاث مذمّات: ذمّ اللؤم، و ذمّ الخلف، و ذمّ الكذب.

و قال زياد الأعجم:

للّه درّك من فتى # لو كنت تفعل ما تقول‌


[1] صدّت: أعرضت، و جلت: أظهرت و أسفرت.

[2] السيب: العطاء.

نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه    جلد : 1  صفحه : 207
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست