نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 1 صفحه : 198
و قال عبد الملك بن مروان: ما كنت أحب أنّ أحدا ولدني من العرب إلا عروة بن الورد لقوله:
أ تهزأ مني سمنت و أن ترى # بجسمي مسّ الجوع و الجوع جاهد
لأني امرؤ عافى إنائي شركة # و أنت امرؤ عافى إنائك واحد
أقسّم جسمي في جسوم كثيرة # و أحسو قراح الماء و الماء بارد [1]
و من أحسن ما قيل في الجود مع الإقلال قول صريع:
فلو لم يكن في كفّه غير روحه # لجاد بها فليتّق اللّه سائله
و من أفرط ما قيل في الجود قول بكر بن النطّاح:
أقول لمرتاد النّدى عند مالك # تمسّك بجدوى مالك و صلاته [2]
فتى جعل الدّنيا و قاء لعرضه # فأسدى بها المعروف قبل عداته [3]
فلو خذلت أمواله جود كفّه # لقاسم من يرجوه شطر حياته
و إن لم يجز في العمر قسم لمالك # و جاز له أعطاه من حسناته
و جاد بها من غير كفر بربّه # و أشركه في صومه و صلاته
و قال آخر في هذا المعنى و أحسن:
ملأت يدي من الدنيا مرارا # و ما طمع العواذل في اقتصادي
و لا وجبت عليّ زكاة مال # و هل تجب الزّكاة على الجواد
العطية قبل السؤال
قال سعيد بن العاص: قبح اللّه المعروف إن لم يكن ابتداء من غير مسألة، فالمعروف عوض من مسألة الرجل إذا بذل وجهه، فقلبه خائف، و فرائصه ترعد، و جبينه يرشح؛ لا يدري أ يرجع بنجح الطلب، أم بسوء المنقلب، قد انتقع [4] لونه،