نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 1 صفحه : 199
و ذهب دم وجهه. اللهم فإن كانت الدنيا لها عندي حظّ فلا تجعل لي حظا في الآخرة.
و قال أكثم بن صيفي: كل سؤال و إن قلّ أكثر من كل نوال و إن جلّ.
و قال عليّ بن أبي طالب رضي اللّه عنه لأصحابه: من كانت له إليّ منكم حاجة فليرفعها في كتاب، لأصون وجوهكم عن المسألة.
حبيب قال:
عطاؤك لا يفنى و يستغرق المنى # و تبقى وجوه الرّاغبين بمائها [1]
و قال حبيب أيضا:
ذلّ السّؤال شجا في الحلق معترض # من دونه شرق من خلفه جرض [2]
ما ماء كفّك إن جادت و إن بخلت # من ماء وجهي إذا أفنيته عوض
إنّي بأيسر ما أدنيت منبسط # كما بأكثر ما أقصيت منقبض
و قالوا: من بذل إليك وجهه فقد وفّاك عن نعمتك.
و قالوا: أكمل الخصال ثلاث: و قار بلا مهابة، و سماح بلا طلب مكافأة، و حلم بغير ذلّ.
و قالوا: السخي من كان مسرورا ببذله، متبرعا بعطائه، لا يلتمس عرض دنيا فيحبط عمله، و لا طلب مكافأة فيسقط شكره، و لا يكون مثله فيما أعطى مثل الصائد الذي يلقي الحب للطائر: لا يريد نفعها و لكن نفع نفسه.
بين ابن أبي سبرة و أبي الأسود
نظر المنذر بن أبي سبرة إلى أبي الأسود الدؤلي و عليه قميص مرقوع، فقال له: ما أصبرك على هذا القميص؟فقال له: ربّ مملوك لا يستطاع فراقه. فبعث إليه
[1] يستعرق المنى: أي يكون قدرها و ماء الوجوه: كرامتها و حياؤها.
[2] الشجا: ما يعترض في الحلق من لحمة و غيرها. و الجرض: الغصص.
نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 1 صفحه : 199