نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 1 صفحه : 197
و قالوا: جهد المقلّ أفضل من غني المكثر.
و قال صريع الغواني:
ليس السّماح لمكثر في قومه # لكن لمقتر قومه المتحمّد
لأبي هريرة في جعفر بن أبي طالب
و قال أبو هريرة: ما وددت أن أحدا ولدتني أمّه إلا أم جعفر بن أبي طالب؛ تبعته ذات يوم و أنا جائع، فلما بلغ الباب التفت فرآني، فقال لي: ادخل، فدخلت؛ ففكّر حينا فما وجد في بيته شيئا إلا نحيا [1] كان فيه سمن مرّة، فأنزله من رف لهم، فشقّه بين أيدينا، فجعلنا نلعق ما كان فيه من السمن و الزيت، و هو يقول:
ما كلّف اللّه نفسا فوق طاقتها # و لا تجود يد إلاّ بما تجد
و قيل بعض الحكماء: من أجود الناس؟قال: من جاد من قلّة، و صان وجه السائل عن المذلّة.
و قال حماد عجرد:
أورق بخير تؤمّل للجزيل فما # ترجى الثّمار إذا لم يورق العود
إنّ الكريم ليخفي عنك عسرته # حتى تراه غنيا و هو مجهود
بثّ النّوال و لا تمنعك قلّته # فكلّ ما سدّ فقرا فهو محمود [2]
و للبخيل على أمواله علل # زرق العيون عليها أوجه سود
و قال حاتم:
أضاحك ضيفي قبل إنزال رحله # و يخصب عندي و المحلّ جديب
و ما الخصب للأضياف أن يكثر القرى # و لكنّما وجه الكريم خصيب