نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 1 صفحه : 196
سمعت تغريد الطير بالأسحار، في فروع الأشجار، و سمعت خفق أوتار العيدان، و ترجيع أصوات القيان، فما طربت من صوت قط، طربي من ثناء حسن بلسان حسن على رجل قد أحسن، و من شكر حرّ المنعم حرّ، و من شفاعة محتسب لطالب شاكر. قال إبراهيم: فقلت له: للّه أبوك!لقد حشيت كرما.
لجعفر بن محمد
إسماعيل بن مسرور عن جعفر بن محمد [1] قال: إن اللّه خلق خلقا من رحمته برحمته لرحمته، و هم الذين يقضون الحوائج للناس، فمن استطاع منكم أن يكون منهم فليكن.
الجود مع الإقلال
قال اللّه تبارك و تعالى فيما حكاه عن الأنصار: وَ يُؤْثِرُونَ عَلىََ أَنْفُسِهِمْ وَ لَوْ كََانَ بِهِمْ خَصََاصَةٌ، وَ مَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولََئِكَ هُمُ اَلْمُفْلِحُونَ[2]
و قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم: «أفضل العطية ما كان من معسر إلى معسر» .
و قال عليه الصلاة و السلام: «أفضل العطية جهد المقلّ» .
و قالت الحكماء: القليل من القليل أحمد من الكثير إلى الكثير.
أخذ هذا المعنى حبيب فنظمه في أبيات كتب بها إلى الحسن بن وهب الكاتب و أهدى إليه قلما:
قد بعثنا إليك أكرمك اللّه بـ # شيء فكن له ذا قبول
لا تقسه إلى ندى كفّك الغمـ # ر و لا نيلك الكثير الجزيل [3]
و استجز قلّة الهديّة منّي # إنّ جهد المقلّ غير قليل