نام کتاب : العقد الفريد نویسنده : ابن عبد ربه جلد : 1 صفحه : 195
و قالت الحكماء: من تمام كرم المنعم التغافل عن حجته، و الاقرار بالفضيلة لشاكر نعمته.
و قالوا: للمعروف خصال ثلاث: تعجيله و تيسيره و ستره، فمن أخلّ بواحدة منها فقد بخس [1] المعروف حقه و سقط عنه الشكر.
و قيل لمعاوية: أي الناس أحب إليك؟قال: من كانت له عندي يد صالحة. قيل:
فإن لم تكن له؟قال: فمن كانت لي عنده يد صالحة.
و قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم: «من عظمت نعمة اللّه عنده عظمت مئونة الناس عليه، فإن لم يقم بتلك المئونة عرّض النعمة للزوال» .
عروة بن أدية في صلبه
أبو اليقظان قال: أخذ عبيد اللّه بن زياد عروة بن أديّة أخا أبي بلال، و قطع يده و رجله، و صلبه على باب داره؛ فقال لأهله و هو مصلوب: انظروا إلى هؤلاء الموكلين بي فأحسنوا إليهم، فإنهم أضيافكم.
ابن المبارك عن حميد عن الحسن قال: لأن أقضي حاجة لأخ لي، أحبّ إليّ من عبادة سنة.
بين السندي و كوفي ذي مروءة
و قال إبراهيم بن السّندي: قالت لرجل من أهل الكوفة، من وجوه أهلها، كان لا يجف لبده [2] ، و لا يستريح قلبه، و لا تسكن حركته في طلب حوائج الرجال و إدخال المرافق على الضّعفاء و كان رجلا مفوّها؛ فقلت له: أخبرني عن الحالة التي خفّفت عنك النّصب [3] و هوّنت عليك التعب في القيام بحوائج الناس، ما هي؟قال قد و اللّه