و قال أكثم بن صيفي: إنما أنتم أخبار فطيّبوا أخباركم.
أخذ هذا المعنى حبيب الطائي فقال:
و ما ابن آدم إلاّ ذكر صالحة # أو ذكر سيئة يسرى بها الكلم
أ ما سمعت بدهر باد، أمّته # جاءت بأخبارها من بعدها أمم [1]
و قال أبو بكر محمد بن دريد:
و إنّما المرء حديث بعده # فكن حديثا حسنا لمن وعى
و قالوا: الأيام مزارع، فما زرعت فيها حصدته.
لابن عبد ربه
و من قولنا في هذا المعنى و غيره من مكارم الأخلاق:
يا من تجلّد للزّما # ن أ ما زمانك منك أجلد
سلّط نهاك على هوا # ك وعدّ يومك ليس من غد
إن الحياة مزارع # فازرع بها ما شئت تحصد
و الناس لا يبقى سوى # آثارهم و العين تفقد
أ و ما سمعت بمن مضى # هذا يذمّ و ذاك يحمد
المال إن أصلحته # يصلح و إن أفسدت يفسد
و قال الأحنف بن قيس: ما ادّخرت الآباء للأبناء، و لا أبقت الموتى للأحياء، شيئا أفضل من اصطناع المعروف عند ذوي الأحساب.
و قالوا: تربيب المعروف أولى من اصطناعه؛ لأنّ اصطناعه نافلة، [2] و تربيبه فريضة.
و قالوا: أحي معروفك بإماتة ذكره، و عظّمه بالتّصغير له.
[1] باد: هلك.
[2] النافلة: الصلاة التي ليست فريضة بل هي للتقرّب من اللّه.