نام کتاب : البيان و التبيين نویسنده : الجاحظ جلد : 3 صفحه : 311
قال: و خرج الحجاج ذات يوم فأصحر، و حضر غداؤه فقال: أطلبوا من يتغدى معي. فطلبوا فإذا أعرابي في شملة، فأتي به، فقال: السلام عليكم.
قال: هلم أيها الأعرابي. قال: قد دعاني من هو أكرم منك فأجبته. قال:
و من هو؟قال: دعاني اللّه ربي إلى الصوم فأنا صائم!قال: و صوم في مثل هذا اليوم الحار!قال: صمت ليوم هو أحرّ منه، قال: فأفطر اليوم و صم غدا. قال: و يضمن لي الأمير أنني أعيش إلى غد؟قال: ليس ذلك إليه! قال: فكيف يسألني عاجلا بآجل ليس إليه؟قال: إنه طعام طيب. قال. ما طيبه خبازك و لا طباخك!قال: فمن طيبه؟قال: العافية. قال الحجاج: تاللّه إن رأيت كاليوم!أخرجوه.
قال أبو عمرو: خرج صعصعة بن صوحان عائدا إلى مكة، فلقيه رجل فقال له: يا عبد اللّه، كيف تركت الأرض؟قال: عريضة أريضة [1] . قال: إنما عنيت السماء. قال: فوق البشر، و مدى البصر. قال: سبحان اللّه، إنما أردت السحاب!قال: تحت الخضراء، و فوق الغبراء. قال: إنما أعني المطر. قال: عفّى الأثر، و ملأ القتر [2] ، و بلّ الوبر، و مطرنا أحيا المطر.
قال: إنسيّ أنت أم جنيّ؟قال: بل إنسي، من أمة رجل مهدي، صلّى اللّه عليه و سلّم.
و قال بشار:
و حمد كعصب البرد حمّلت صاحبي # إلى ملك للصالحين قرين
و قال أيضا:
و بكر كنوّار الرياض حديثها # تروق بوجه واضح و قوام