responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البيان و التبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 3  صفحه : 301

فما مات من كنت ابنه لا و لا الذي # له مثل ما أسدى أبوك و ما سعى

تمنّى أناس شأوه من ضلالهم # فأضحوا على الأذقان صرعى و ظلّعا

و قال مسلم الأنصاريّ يرثي يزيد بن مزيد:

قبر ببرذعة استسرّ ضريحه # خطرا تقاصر دونه الأخطار

أبقى الزمان على معدّ بعده # حزنا كعمر الدهر ليس يعار

نفضت بك الآمال أحلاس الغنى # و استرجعت نزّاعها الأمصار

فاذهب كما ذهبت غوادي مزنة # أثنى عليها السهل و الأوعار

و قال همّام الرّقاشيّ:

أبلغ أبا مسمع عني مغلغلة # و في العتاب حياة بين أقوام

قدّمت قبلي رجالا لم يكن لهم # في الحق أن يلجوا الأبواب قدّامي

لو عدّ قبر و قبر كنت أكرمهم # قبرا و أبعدهم من منزل الذّام

حتى جعلت إذا ما حاجة عرضت # بباب قصرك أدلوها بأقوام‌

و قال الأبيرد الرياحيّ يرثي أخاه:

فتى إن هو استغنى تخرّق في الغنى # و إن قلّ مال لم يؤد متنه الفقر

و سامى جسيمات الأمور فنالها # على العسر حتى يدرك العسرة اليسر

ترى القوم في العزّاء ينتظرونه # إذا شك رأي القوم أو حزب الأمر [1]

فليتك كنت الحي في الناس باقيا # و كنت أنا الميت الذي غيّب القبر

لقد كنت استعفي الإله إذا اشتكى # من الأجر لي فيه و إن سرّني الأجر

و اجزع أن ينأى به بين ليلة # فكيف ببين صار ميعاده الحشر

و قال أبو عبيدة: أنشدني رجل من بني عجل:

و كنت أعير الدمع قبلك من بكى # فأنت على من مات بعدك شاغله

لقد رحل الحيّ المقيم و ودعوا # فتى لم يكن يأذى به من ينازله


[1] العزاء: السنة الجديدة.

نام کتاب : البيان و التبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 3  صفحه : 301
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست