responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البيان و التبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 3  صفحه : 300

و كان الشاعر أرفع قدرا من الخطيب، و هم إليه أحوج، لردّه مآثرهم عليهم و تذكيرهم بأيامهم، فلما كثر الشعراء و كثر الشعر صار الخطيب أعظم قدرا من الشاعر.

و الذين هجوا فوضعوا من قدر من هجوه، و مدحوا فرفعوا من قدر من مدحوا، و هجاهم قوم فردوا عليهم فأفحموهم، و سكت عنهم بعض من هجاهم مخافة التعرض لهم، و سكتوا عن بعض من هجاهم رغبة بأنفسهم عن الرد عليهم، و هم إسلاميون: جرير و الفرزدق و الأخطل. و في الجاهلية: زهير، و طرفة، و الأعشى، و النابغة. هذا قول أبي عبيدة.

و زعم أبو عمرو بن العلاء: أن الشعر فتح بامرئ القيس و ختم بذي الرمّة.

و من الشعراء من يحكم القريض و لا يحسن من الرجز شيئا، ففي الجاهلية منهم: زهير، و النابغة، و الأعشى. و أما من يجمعهما فامرؤ القيس و له شي‌ء من الرجز، و طر؟؟؟ة و له كمثل ذلك، و لبيد و قد أكثر.

و من الإسلاميين من لا يقدر على الرجز و هو في ذلك يجيد القريض:

كالفرزدق و جرير. و من يجمعهما فأبو النجم، و حميد الأرقط، و العماني، و بشّار بن برد. و أقل من هؤلاء يحكم القصيد و الإرجاز و الخطب. و كان الكميت، و البعيث، و الطرماح شعراء خطباء، و كان البعيث أخطبهم. و قال يونس: لئن كان مغلّبا في الشعر لقد كان غلّب في الخطب.

و إذا قالوا: غلّب فهو الغالب.

و قال الحسين بن مطير الأسديّ:

فيا قبر معن كنت أوّل حفرة # من الأرض خطّت للمكارم مضجعا

فلما مضى معن مضى الجود و انقضى # و أصبح عرنين المكارم أجدعا

فتى عيش في معروفه بعد موته # كما كان بعد السيل مجراه مرتعا

تعزّ أبا العباس عنه و لا يكن # جزاؤك من معن بأن تتضعضعا

نام کتاب : البيان و التبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 3  صفحه : 300
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست