responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البيان و التبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 3  صفحه : 292

الأصمعي عن أبان بن تغلب قال:

مررت بامرأة بأعلى الأرض، و بين يديها ابن لها يريد سفرا و هي توصيه فقالت:

اجلس امنحك وصيّتي و باللّه توفيقك، و قليل إجدائها عليك أنفع من كثير عقلك: إياك و النمائم، فإنها تزرع الضغائن، و لا تجعل نفسك غرضا للرماة، فإن الهدف إذا رمي لم يلبث أن ينثلم، و مثّل لنفسك مثالا فما استحسنته من غيرك فاعمل به، و ما كرهته منه فدعه و اجتنبه، و من كانت مودته بشّره كان كالريح في تصرفها.

ثم نظرت فقالت: كأنك يا عراقي أعجبت بكلام أهل البدو؟ثم قالت لابنها: إذا هززت فهزّ كريما، فإن الكريم يهتز لهزتك. و إياك و اللئيم فإنه صخرة لا ينفجر ماؤها، و إياك و الغدر فإنه أقبح ما تعومل به، و عليك بالوفاء ففيه النماء. و كن بمالك جوادا، و بدينك شحيحا. و من أعطي السخاء و الحلم فقد استجاد الحلة: ريطتها و سربالها!انهض على اسم اللّه.

و قال أعرابي لرجل مطله في حاجة: إن مثل الظفر بالحاجة تعجيل اليأس منها إذا عسر قضاؤها، و إن الطلب و إن قل أعظم قدرا من الحاجة و إن عظمت، و المطل من غير عسر آفة الجود.

خطب الفضل الرقاشيّ إلى قوم من بني تميم، فخطب لنفسه، فلما فرغ قام أعرابي منهم فقال: توسلت بحرمة، و أدليت بحق، و استندت إلى خير، و دعوت إلى سنّة، ففرضك مقبول، و ما سألت مبذول، و حاجتك مقضيّة إن شاء اللّه تعالى.

قال الفضل: لو كان الأعرابي حمد اللّه في أوّل كلامه و صلى على النبي صلّى اللّه عليه و سلّم لفضحني يومئذ.

نام کتاب : البيان و التبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 3  صفحه : 292
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست