نام کتاب : البيان و التبيين نویسنده : الجاحظ جلد : 3 صفحه : 27
و قال المتلمس في ذلك:
لذي الحلم قبل اليوم ما تقرع العصا # و ما علّم الإنسان إلا ليعلما
و قال الفرزدق بن غالب:
فإن كنت أستأني حلوم مجاشع # فإن العصا كانت لذي الحلم تقرع
و من ذلك حديث سعد بن مالك بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة، و اعتزام لملك على قتل أخيه إن هو لم يصب ضميره، فقال له سعد: أبيت اللعن تدعني حتى أقرع بهذه العصا أختها؟فقال له الملك: و ما علمه بما تقول العصا؟فقرع بها مرة و أشار بها مرة، ثم رفعها ثم وضعها، ففهم المعنى فأخبره و نجا من القتل.
و ذكر العصا يجري عندهم في معان كثيرة. تقول العرب: «العصا من العصية، و الأفعى بنت حية» ، تريد أن الأمر الكبير يحدث عن الأمر الصغير.
و يقال: «طارت عصا فلان شققا» . و قال الأسدي:
عصيّ الشمل من أسد أراها # قد انصدعت كما انصدع الزجاج
و يقال: «فلان شق عصا المسلمين» ، و لا يقال شق ثوبا و لا غير ذلك مما يقع عليه اسم الشق. و قال العتّابي في مديح بعض الخلفاء:
إمام له كف يضمّ بنانها # عصا الدين ممنوعا من البري عودها
و عين محيط بالبرية طرفها # سواء عليه قربها و بعيدها
و قال مضرّس الأسدي:
فألقت عصا التسيار عنها و خيمت # بأرجاء عذب الماء بيض محافره
و قال أيضا:
فألقت عصاها و استقرت بها النوى # كما قرّ عينا بالأياب المسافر
نام کتاب : البيان و التبيين نویسنده : الجاحظ جلد : 3 صفحه : 27