responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البيان و التبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 3  صفحه : 260

بهذا الجوهر من الكلام في رواة الكتاب أعم، و على ألسنة حذاق الشعراء أظهر. و لقد رأيت أبا عمرو الشيباني يكتب أشعارا من أفواه جلسائه، ليدخلها في باب التحفظ و التذاكر. و ربما خيل إلي أن أبناء أولئك الشعراء لا يستطيعون أبدا أن يقولوا شعرا جيدا، لمكان أعراقهم من أولئك الآباء.

و لو لا أن أكون عيابا ثم للعلماء خاصة، لصورت لك في هذا الكتاب بعض ما سمعت من أبي عبيدة، و من هو أبعد في وهمك من أبي عبيدة! قال ابن المبارك: كان عندنا رجل يكنى أبا خارجة، فقال له: لم كنوك أبا خارجة؟قال: لأني ولدت يوم دخل سليمان بن علي البصرة.

و كان عندنا شيخ حارس من علوج الجبل، و كان يكنى أبا خزيمة، فقلت لأصحابنا: هل لكم في مسألة هذا الحارس عن سبب كنيته، فلعل اللّه أن يفيد من هذا الشيخ علما و إن كان في ظاهر الرأي غير مأمول و لا مطمع!و هذه الكنية كنية زرارة بن عدس، و كنية خازم بن خزيمة، و كنية حمزة بن أدرك، و كنية فلان و فلان، و كل هؤلاء إما قائد متبوع، و إما سيد مطاع، فمن أين وقع هذا العلج الألكن على هذه الكنية!فدعوته فقلت له: هذه الكنية كناك بها إنسان أو كنيت بها نفسك؟قال: لا، و لكني كنيت بها نفسي!قلت: فلم اخترتها على غيرها؟قال: و ما يدريني!قلت: أ لك ابن يسمى خزيمة؟قال:

لا. قلت: أ فكان أبوك أو عمك أو مولى لك يسمى خزيمة؟قال: لا.

قلت: فاترك هذه الكنية و اكتن بأحسن منها و خذ مني دينارا!قال: لا و اللّه و لا بجميع الدنيا!! أعطى المحلول ابنه درهما و قال: زنه، فطرح وزن درهمين و هو يحسبه وزن درهم، فلما رفعه وجده زالاّ [1] ، فألقى معه حبتين، فقال له أبوه: كم فيه؟قال: ليس فيه شي‌ء، و هو ينقص حبتين!


[1] زالا: هابطا، ساقطا ثقله.

نام کتاب : البيان و التبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 3  صفحه : 260
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست