نام کتاب : البيان و التبيين نویسنده : الجاحظ جلد : 3 صفحه : 247
مرّ ابن أبي علقمة بمجلس بني ناجية، فكبا حماره لوجهه، فضحكوا منه، فقال: ما يضحككم؟رأى وجوه قريش فسجد! أبو الحسن قال: أتى رجل عباديّا صيرفيا، يستسلف منه مائتي درهم، فقال: و ما تصنع بها؟قال: أشتري بها حمارا فلعلي أربح فيه عشرين درهما! قال: إذا أنا وهبتك العشرين فما حاجتك إلى المائتين؟قال: ما أريد إلا المائتين!فقال: أنت لا تريد أن تردّها عليّ.
قال: و أتى قوم عباديّا فقالوا: نحب أن تسلف فلانا ألف درهم و تؤخره سنة. فقال: هاتان حاجتان، و سأقضي لكم إحداهما، و إذا فعلت ذلك فقد أنصفت أما الدراهم فلا تسهل علي، و لكني أؤخره سنتين.
و لعب رجل قدّام بعض الملوك بالشطرنج، فلما رآه قد استجاد لعبه و فاوضه الكلام [1] قال له: لم لا توليني نهر بوق؟قال: أوليك نصفه، أكتبوا له عهده على بوق! و قال له مرّة: ولّني أرمينية. قال: يبطئ على أمير المؤمنين خبرك.
و قدم آخر على صاحب له من فارس، فقال: قد كنت عند الأمير فأي شيء ولاّك؟قال: ولاّني قفاه! قال: و نظر أمير إلى أعرابي فقال: لقد هم لي الأمير بخير؟قال: ما فعلت؟قال: فبشرّ؟قال: و ما فعلت؟قال: إن الأمير لمجنون! قال أبو الحسن: شهد مجنون على امرأة و رجل بالزناء فقال الحاكم:
تشهد أنك رأيته يدخله و يخرجه؟قال: و اللّه إن لو كنت جلدة استها لما شهدت بهذا.
قال: و كان رجل من أهل الريّ يجالسنا، فاحتبس عنا، فأتيته فجلست