نام کتاب : البيان و التبيين نویسنده : الجاحظ جلد : 3 صفحه : 246
لا يستطيع الناس أن ينصفوا الملوك من وزرائهم، و لا يستطيعون أن ينظروا بالعدل بين الملوك و حماتهم و كفاتهم، و بين صنائعهم و بطانتهم. و ذلك أنهم يرون ظاهر حرمة و خدمة، و اجتهاد و نصيحة، و يرون إيقاع الملوك بهم ظاهرا، حتى لا يزال الرجل يقول: ما أوقع به إلا رغبة في ماله، أو رغبة في بعض مالا تجود النفس به، و لعل الحسد و الملالة و شهوة الاستبدال، اشتركت في ذلك.
و هناك خيانات في صلب الملك، أو في بعض الحرم، فلا يستطيع الملك أن يكشف للعامة موضع العورة في الملك، و لا أن يحتج لتلك العقوبة بما يستحق ذلك الذنب، و لا يستطيع الملك ترك عقابه لما في ذلك من الفساد، على علمه بأن عذره غير مبسوط للعامة، و لا معروف عند أكثر الخاصة.
و نزل رجل من أهل العسكر، فغدا بين يدي المأمون، و شكا إليه مظلمته، فأشار بيده: أن حسبك!فقال له بعض من كان يقرب من المأمون:
يقول لك أمير المؤمنين: اركب. قال المأمون: لا يقال لمثل هذا:
اركب، إنما يقال له: انصرف! و حدثني إبراهيم بن السندي قال: بينا الحسن اللؤلؤي يحدث المأمون ليلا و هو بالرقّة، و هو يومئذ ولي عهد، و أطال الحسن الحديث حتى نعس المأمون، فقال الحسن: نعست أيها الأمير!ففتح عينيه و قال: سوقي و ربّ الكعبة!يا غلام خذ بيده.
[نوادر النوكى و المجانين و جفاة الأعراب]
ذكر بقية كلام النوكى و الموسوسين و الجفاة و الأغبياء و ما ضارع ذلك و شاكله، و أحببنا أن لا يكون مجموعا في مكان واحد إبقاء على نشاط القارئ و المستمع.
نام کتاب : البيان و التبيين نویسنده : الجاحظ جلد : 3 صفحه : 246