نام کتاب : البيان و التبيين نویسنده : الجاحظ جلد : 3 صفحه : 200
أبو الخطاب الزراري، عن حجناء بن جرير قال: قلت يا أبه، إنك لم تهج أحد إلا وضعته، إلا التّيم؟قال: لأني لم أجد حسبا فأضعه، و لا بناء فأهدمه! قال: و قيل للفرزدق: أحسن الكميت في مدائحه، في تلك الهاشميات!قال: وجد آجرا و جصا فبنى.
عامر بن الأسود قال: دخل رجل من ولد عامر بن الظرب على عمر بن الخطاب رحمه اللّه، فقال له: خبرني عن حالك في جاهليتك، و عن حالك في إسلامك. قال: أما في جاهليتي فما نادمت فيها غير لمة، و لا هممت فيها بأمة، و لا خست فيها عن بهمة [1] ، و لا رآني راء إلا في ناد أو عشيرة، أو حمل جريرة، أو خيل مغيرة.
عوانة قال: قال عمر: الرجال ثلاثة: رجل ينظر في الأمور قبل أن تقع فيصدرها مصدرها، و رجل متوكل لا ينظر فإذا نزلت به نازلة شاور أهل الرأي و قبل قولهم، و رجل حائر بائر [2] ، لا يأتمر رشدا، و لا يطيع مرشدا.
قال: كلم علباء بن الهيثم السدوسي عمر بن الخطاب في حاجة، و كان أعور دميما، جيد اللسان حسن البيان، فلما تكلم في حاجته فأحسن، صعد عمر بصره فيه و حدره، فلما أن قام قال: «لكل أناس في جميلهم خبر» .
أخبرنا عن عيسى بن يزيد عن أشياخه قال:
قدم معاوية المدينة فدخل دار عثمان، فقالت عائشة بنت عثمان:
و ا أبتاه!و بكت، فقال معاوية: أبنت أخي إن الناس أعطونا طاعة و أعطيناهم أمانا، و أظهرنا لهم حلما تحته غضب، و أظهروا لنا طاعة تحتها حقد، و مع كل