نام کتاب : البيان و التبيين نویسنده : الجاحظ جلد : 3 صفحه : 199
فأراد عمر الكلام فقال أبو بكر:
«على رسلك. نحن المهاجرون، أول الناس إسلاما، و أوسطهم دارا، و أكرم الناس أحسابا، و أحسنهم وجوها، و أكثر الناس ولادة في العرب، و أمسهم رحما برسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم. أسلمنا قبلكم و قدمنا في القرآن عليكم، فأنتم إخواننا في الدين و شركاؤنا في الفيء، و أنصارنا على العدو، آويتم و نصرتم و واسيتم، فجزاكم اللّه خيرا. نحن الأمراء و أنتم الوزراء. لا تدين العرب إلا لهذا الحي من قريش، و أنتم محقوقون ألا تنفسوا على إخوانكم من المهاجرين ما ساق اللّه إليهم» .
قالوا: فإنا قد رضينا و سلمنا.
عيسى بن يزيد قال: قال أبو بكر رحمه اللّه:
«نحن أهل اللّه، و أقرب الناس بيتا من بيت اللّه، و أمسهم رحما برسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم. إن هذا الأمر إن تطاولت له الخزرج لم تقصر عنه الأوس، و إن تطاولت له الأوس لم تقصر عنه الخزرج. و قد كان بين الحيين قتلى لا تنسى، و جرحى لا تداوى. فإن نعق منكم ناعق فقد جلس بين لحيي [1] أسد، يضغمه المهاجري و يجرحه الأنصاري» .
قال ابن دأب: فرماهم و اللّه بالمسكتة.
من حديث ابن أبي سفيان بن حويطب، عن أبيه عن جده قال:
قدمت من عمرتي فقال لي أهلي: أعلمت أن أبا بكر بالموت؟فأتيته فإذا عيناه تذرفان، فقلت: يا خليفة رسول اللّه أ ليس كنت أول من أسلم و ثاني اثنين في الغار، فصدقت هجرتك و حسنت نصرتك، و وليت فأحسنت صحبتهم، و استعملت خيرهم عليهم؟قال: و حسنا ما صنعت؟قلت: نعم و اللّه. قال:
اللّه؟!و اللّه أشكر له و اعلم به، و لا يمنعني ذلك من أن أستغفر اللّه.