نام کتاب : البيان و التبيين نویسنده : الجاحظ جلد : 3 صفحه : 198
هذا الطفل من نجل هذا الرجل، و لكن لما كان من سفاح لم يجز أن يضيفه إليه و يدعوه أباه. و قد جعل اللّه نسب ابن الملاعنة نسب أمه، و إن كان ولد على فراش أبيه.
و قد أرسل اللّه موسى و هارون، إلى فرعون و قومه و إلى جميع القبط، و هما أمتان: كنعاني و قبطي.
و قد جعل اللّه قوم كل نبي هم المبلغين و الحجة. أ لا ترى أنا نزعم أن عجز العرب عن مثل نظم القرآن حجة على العجم من جهة إعلام العرب العجم أنهم كانوا عن ذلك عجزة.
و قد قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم: «خصصت بأمور: منها أني بعثت إلى الأحمر و الأسود، و أحلّت لي الغنائم، و جعلت لي الأرض طهورا» . فدل بذلك على أن غيره من الرسل إنما كان يرسل إلى الخاص. و ليس يجوز لمن عرف صدق ذلك الرسول من الأمم أن يكذبه و ينكر دعواه. و الذي عليه ترك الإنكار و العمل بشريعة النبي الأول.
هذا فرق ما بين من بعث إلى البعض، و من بعث إلى الجميع.
«أنا جذيلها [2] المحكّك، و عذيقها المرجّب [3] ، إن شئتم كررناها جذعة [4] . منا أمير و منكم أمير، فإن عمل المهاجري شيئا في الأنصاري رد ذلك عليه الأنصاري، و إن عمل الأنصاري شيئا في المهاجري رد عليه المهاجري» .
[1] حباب بن المنذر الانصاري صحابي أشار على النبي يوم بدر بالنزول على الماء، و لما قبض النبي دعا يوم اجتماع الناس في سقيفة بني ساعدة إلى جعل الخلافة في الانصار.