responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البيان و التبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 3  صفحه : 197

الموانع، و وفر عليهم الذكاء، و جلب اليهم جياد الخواطر، و صرف أوهامهم إلى التعرف، و حبب إليهم التبين، وقعت المعرفة و تمت النعمة.

و الموانع قد تكون من قبل الأخلاط الأربعة على قدر القلة و الكثرة، و الكثافة و الرقة. و من ذلك ما يكون من جهة سوء العادة، و إهمال النفس، فعند ما يستوحش من الفكرة، و يستثقل النظر. و من ذلك ما يكون من الشواغل العارضة، و القوى المتقسمة. و من ذلك ما يكون من خرق المعلم، و قلة رفق المؤدب، و سوء صبر المثقف. فإذا صفى اللّه ذهنه و نقحه، و هذبه و ثقفه، و فرغ باله، و كفاه انتظار الخواطر، و كان هو المفيد له و القائم عليه، و المريد لهدايته، لم يلبث أن يعلم.

و هذا صحيح في الأوهام، غير مدفوع في العقول.

و قد جعل اللّه الخال أبا. و قالوا: «الناس بأزمانهم أشبه منهم بآبائهم» .

و قد رأينا اختلاف صور الحيوان، على قدر اختلاف طبائع الأماكن.

و على قدر ذلك شاهدنا اللغات و الأخلاق و الشهوات. و لذلك قالوا: «فلان ابن بجدتها» ، و «فلان بيضة البلد» ، يقع ذما و يقع حمدا.

و قال زياد: «و اللّه للكوفة أشبه بالبصرة من بكر بن وائل بتميم» » .

و يقولون: «ما أشبه الليلة بالبارحة» ، كأنهم قالوا: ما أشبه زمان يوسف ابن عمر بزمان الحجاج.

و قال سهل بن عمرو: «أشبه امرأ بعض بزه‌ [1] » .

و قال الأضبط بن قريع: «بكل واد بنو سعد» .

و لو لا أن اللّه عز و جل أفرد إسماعيل من العجم، و أخرجه بجميع معانيه إلى العرب، لكان بنو اسحاق أولى به. و إنما ذلك كرجل قد أحاط علمه بأن


[1] البز: الثياب.

نام کتاب : البيان و التبيين نویسنده : الجاحظ    جلد : 3  صفحه : 197
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست