نام کتاب : البيان و التبيين نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 71
الفشكرة مبلغه، فقلت له: لم تنزع الزنج ثناياها؟و لم يحدد ناس منهم أسنانهم؟فقال: أما أصحاب التحديد فللقتال و النهش، و لأنهم يأكلون لحوم الناس، و متى حارب ملك ملكا فأخذه أسيرا أو قتيلا أكله، و كذلك إذا قاتل بعضهم بعضا أكل الغالب منهم المغلوب. و أما أصحاب القلع فإنهم قالوا:
نظرنا إلى مقادم أفواه الغنم فكرهنا أن تشبه مقادم أفواهنا مقادم أفواه الغنم، فكم تظنهم-أكرمك اللّه-فقدوا من المنافع العظام بفقد تلك الثنايا.
و في هذا كلام يقع في كتاب الحيوان:
و قال أبو الهندي في اللثغ:
سقيت أبا المطرّح إذ أتاني # و ذو الرعثات منتصب يصيح
شرابا تهرب الذبان منه # و يلثغ حين يشربه الفصيح
و قال محمد بن عمرو الرومي، مولى أمير المؤمنين: قد صحت التجربة و قامت العبرة على أن سقوط جميع الأسنان أصلح في الإبانة عن الحروف، منه إذا سقط أكثرها، و خالف أحد شطريها الشطر الآخر.
و قد رأينا تصديق ذلك في أفواه قوم شاهدهم الناس بعد أن سقطت جميع أسنانهم، و بعد أن بقي منها الثلث أو الربع.
فمن سقطت جميع أسنانه و كان معنى كلامه مفهوما: الوليد بن هشام القحذمي صاحب الأخبار. و منهم أبو سفيان بن العلاء بن لبيد التغلبي، و كان ذا بيان و لسن.
و كان عبيد اللّه بن أبي غسان ظريفا يصرف لسانه كيف شاء، و كان الإلحاح على القيء قد برد أسنانه، حتى لا يرى أحد منها شيئا إلا أن تطلع في لحم اللثة، أو في أصول منابت الأسنان.
و كان سفيان بن الأبرد الكلبي كثيرا ما يجمع بين الحار و القار، فتساقطت أسنانه جمع، و كان في ذلك كله خطيبا بينا.
نام کتاب : البيان و التبيين نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 71