نام کتاب : البيان و التبيين نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 70
و السلامة من الصفير، فذكر عبد اللّه بن معاوية بن عبد اللّه بن جعفر، سلامة لفظ زيد لسلامة أسنانه، فقال في كلمة له:
قلت قوادحها و تمّ عديدها # فله بذاك مزية لا تنكر
و يروى: «صحت مخارجها و تم حروفها» . المزية: الفضيلة.
و زعم يحيى بن نجيم بن معاوية بن زمعة، أحد رواة أهل البصرة.
قال: قال يونس بن حبيب، في تأويل قول الأحنف بن قيس:
أنا ابن الزافرية أرضعتني # بثدي لا أجد و لا وخيم
أتمتني فلم تنقص عظامي # و لا صوتي إذا جد الخصوم
قال: إنما عنى بقوله عظامي أسنانه التي في فمه، و هي التي إذا تمت تمت الحروف، و إذا نقصت نقصت الحروف.
و قال يونس: و كيف يقول مثله: «أتمتني فلم تنقص عظامي» و هو يريد بالعظام عظام اليدين و الرجلين و هو أحنف من رجليه جميعا. مع قول الحتات له: «و اللّه إنك لضئيل، و إن أمك لورهاء» . و كان أعرف بمواقع العيوب و أبصر بدقيقها و جليلها. و كيف يقول ذلك و هو نصب عيون الأعداء و الشعراء و الأكفاء، و هو أنف مضر الذي تعطس عنه، و أبين العرب و العجم قاطبة.
قالوا: و لم يتكلم معاوية على منبر جماعة منذ سقطت ثناياه في الطست.
قال أبو الحسن و غيره: لما شق على معاوية سقوط مقادم فيه قال له يزيد ابن معن السلمي: «و اللّه ما بلغ أحد سنك إلا أبغض بعضه بعضا، ففوك أهون علينا من سمعك و بصرك» . فطابت نفسه.
قال: و سألت مباركا الزنجي الفاشكار [1] ، و لا أعلم زنجيا بلغ في