نام کتاب : البيان و التبيين نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 314
رفقة مرّت بأهل ماء فأهل ذلك الماء ضامنون لها حتى تصير إلى الماء الذي يليه. تقدمة مني إليكم، و السعيد من وعظ بغيره. و السلام.
مسلمة بن محارب قال: كان الحجاج يقول: «أخطب الناس صاحب العمامة السوداء بين أخصاص البصرة [1] ، إذا شاء خطب، و إذا شاء سكت» .
يعني الحسن. فيقول: لم ينصب نفسه للخطاب.
قال: و لما اجتمعت الخطباء عند معاوية في شأن يزيد، و فيهم الأحنف، قام رجل من حمير، فقال: إنّا لا نطيق أفواه الكمال-يزيد الجمال-عليهم المقال، و علينا الفعال. و قول هذا الحميري: إنّا لا نطيق أفواه الكمال، يدل على تشادق خطباء نزار.
سفيان بن عيينة قال: قال ابن عباس: «إذا ترك العالم قول لا أدري أصيبت مقاتله» .
و قال عمر بن عبد العزيز: «من قال لا أدري فقد أحرز نصف العلم» .
لأن الذي له على نفسه هذه القوة قد دلنا على جودة التثبت، و كثرة الطلب، و قوة المنّة.
قال: و قيل لعيسى بن مريم عليه السلام: من نجالس؟قال: من يزيد في علمكم منطقه، و يذكركم اللّه رؤيته، و يرغبكم في الآخرة عمله.
قال: و مر المسيح ع بقوم يبكون، فقال: ما بال هؤلاء يبكون؟قيل له: يخافون ذنوبهم. قال: اتركوها يغفر لكم.
الوصافي [2] قال: دخل الهيثم بن الأسود بن العريان، و كان خطيبا شاعرا، على عبد الملك بن مروان فقال له: كيف تجدك؟فقال: أجدني قد