نام کتاب : البيان و التبيين نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 313
ألا أيها الركب المخبون هل لكم # بسيّد أهل الشام تحبوا و ترجعوا
أسيلم ذاكم لا خفا بمكانه # لعين ترجّي أو لأذن تسمّع
من النفر البيض الذين إذا انتموا # و هاب الرجال حلقة الباب قعقعوا
جلا الأزفر الأحوى من المسك فرقه # و طيب الدّهان رأسه فهو أنزع
إذا النفر السود اليمانون حاولوا # له حوك برديه أرقّوا و أوسعوا
و هذا الشعر من أشعار الحفظ و المذاكرة.
الهيثم بن عدي قال: قدمت وفود العراق على سليمان بن عبد الملك، بعد ما استخلف، فأمرهم بشتم الحجاج، فقاموا يشتمونه، فقال بعضهم إن عدو اللّه الحجاج، كان عبدا زبابا، قنّورا ابن قنّور [1] ، لا نسب له في العرب. فقال سليمان: أي شتم هذا؟إن عدو اللّه الحجاج كتب إليّ:
«إنما أنت نقطة من مداد، فإن رأيت فيّ ما رأى أبوك و أخوك كنت لك كما كنت لهما، و إلا فأنا الحجاج و أنت النقطة، فإن شئت محوتك، و إن شئت أثبتك» .. فالعنوه لعنة اللّه!فأقبل الناس يلعنون، فقام ابن أبي بردة بن أبي موسى فقال: يا أمير المؤمنين، أخبرك عن عدو اللّه بعلم. قال: هات.
قال: كان عدو اللّه يتزيّن تزيّن المومسة، و يصعد على المنبر فيتكلم بكلام الأخيار، و إذا نزل عمل الفراعنة و أكذب في حديثه من الدجال.
فقال سليمان لرجاء بن حيوة: هذا و أبيك الشتم لا ما تأتي به هذه السّفلة. و عن عوانة قال: قطع ناس من عمرو بن تميم و حنظلة، على الحجاج ابن يوسف، فكتب إليهم:
من الحجاج بن يوسف. أما بعد فإنكم قد استصحبتم الفتنة-و قال بعضهم قد استنجتم الفتنة-فلا عن حق تقاتلون، و لا عن منكر تنهون، و أيم اللّه إني لأهمّ أن يكون أول ما يرد عليكم من قبلي خيل تنسف الطارف و التالد، و تخلي النساء أيامى، و الأبناء يتامى، و الديار خرابا، و السواد بياضا، فأيّما